اسمه أسد إلى ترجى لحرب الداعي فلما بلغ ذلك الداعي خرج من ترجى وخالف أسدا في الطريق وسار ليلته كلها قاصدا مدينة ساري فوصل الخبر إلى سليمان بان الداعي ترك ترجى وهرب فما كان وقت الصبح إلا وسمع التكبير والصلوات في ساري ورفع عليها علم الداعي فتهيأ للهرب ودخل ساري وجعلوا يقتلون كل من وجدوه من أتباع سليمان وأحرقوا دار الامارة وفي ذلك الوقت وصل الخبر بان الحسين بن زيد أخا الحسن بن زيد وصل إلى شلمبة دماوند والتحق به اصفهبد بادوسبان وكذلك التحق به رؤساء لارجان وقصران.
معاودة الحرب بين الداعي وسليمان وبعد ما هرب سليمان كما تقدم سافر إلى استراباد ولم يتمكن من الإقامة في مكان آخر وأراد الداعي الذهاب إلى آمل لكن لما كان الديالمة قد غنموا غنائم كثيرة وتفرقوا واشتغلوا بضبط غنائمهم قال له أصفهبد بادوسبان المصلحة أن تبقى في جمنو حتى يأتيك خبر سليمان. وبعد أيام وصل سليمان بعسكر كثير والتقى مع الداعي فهزم الداعي وهربت الديلم وقتل في ذلك اليوم كثير من أهل كلار قتلهم محمد بن أوس وانتهت الهزيمة بالداعي في تلك الليلة مع عدة أنفس إلى آمل، وفي الصباح توجه إلى آمل فوصلها ليلا وأخذ من أهل شالوس عشرة آلاف درهم. واتفق ملك الجبل قارن بن شهريار مع سليمان على المجئ إلى آمل وبعد أيام جاء إلى الداعي مدد من ديلمان وكيلان فجاء الداعي من شالوس إلى خواجك وجاء سليمان مع قارن إلى بايدشت وذهب الداعي إلى لاويجة وعسكر هناك. وأرسل جماعة من السادات أو أرسل جيشا مع بعض السادات فأوقعوا بعسكر قارن ليلا وكسروه ونهبوا أمواله وقتل أخوه جعفر بن شهريار مع ثلاثين شخصا من المعروفين. وجاء الداعي إلى آمل واستراح بها 12 يوما أو 15 يوما وعين اصفهبد بادوسبان قائدا للجيش فجمع سليمان جيشا من خراسان وجاء إلى مدد قارن وعزم على التوجه إلى ساري وكان الداعي قد رخص جيشه فتفرقوا وبقي وحده في آمل مع جماعة معدودين فجاء من آمل إلى شالوس فبلغه فيها خبر وفاة وهسودان الديلمي حاكم تلك المنطقة وانضم اليه أربعة آلاف فارس من أصحاب وهسودان فتوجه بهم إلى مازندران فالتقى مع سليمان في جمنو على ساحل البحر فانهزم سليمان وذهب الداعي إلى ساري وأسر أولاد وعيال وغلمان سليمان وأخذ أمواله وخزائنه وذهب سليمان إلى استراباد وكتب إلى محمد بن حمزة العلوي وإلى الداعي يلتمس إطلاق أولاده وعياله فاجابه الداعي إلى ذلك وأطلق له أولاده ونساءه وأرسلهم إليه وفي هذا الوقت اصطلح قارن بن شهريار مع الداعي بتوسط أصفهبد بادوسبان وأرسل قارن أولاده سرخاب ومازيار خفية إلى الداعي يطلب الصلح فتصالحا وكان ذلك كله سنة 252 واقام الداعي في آمل.
كتاب الداعي إلى عمال مملكته وكتب الداعي إلى جميع عماله في مملكته كتابا هذه صورته قد رأينا أن تأخذ أهل عملك بالعمل بكتاب الله وسنة رسوله وما صح عن أمير المؤمنين وإمام المتقين علي بن أبي طالب ع في أصول الدين وفروعه وباظهار تفضيله بعد النبي ص على جميع الأمة وتنهاهم أشد النهي عن القول بالجبر والتشبيه ومكابرة الموحدين القائلين بالعدل والتوحيد وعن التحكك بالشيعة وعن الرواية في تفضيل أعداء الله وأعداء أمير المؤمنين وتأمرهم بالجهر ببسم الله الرحمن الرحيم وبالقنوت في الصلوات الخمس وخمس تكبيرات على الميت وترك المسح على الخفين وبالحاق حي على خير العمل في الأذان والإقامة وأن تجعل الإقامة مثنى مثنى ومن خالف أمرنا فليس منا. وقد أعذر من أنذر. وفي تاريخ رويان: ونحذر من تعدى أمرنا فليس لمن خالف أمرنا ورأينا إلا سفك دمه وانتهاك محارمه وقد أعذر من أنذر والسلام حرب سليمان بن طاهر مرة ثالثة مع الداعي ثم جمع سليمان بن طاهر مرة أخرى عسكرا من خراسان وتوجه إلى ساري فتوجه إليه السيد حسن العقيقي من بني أعمام الداعي فهزمه العقيقي ولحقه إلى كركان. فلم يطمع بعد ذلك سليمان بطبرستان وذهب إلى خراسان فهاب الناس الداعي بعد ذلك وعدوه ملكا اه. وفي مروج الذهب في حوادث سنة 253 فيها أوقع الحسن بن زيد الحسني بسليمان بن عبد الله بن طاهر فأخرجه عن طبرستان اه.
حرب الداعي مع أولاد قارن ومعه ثم عصى على الداعي أولاد قارن سرخاب ومازيار فحاربهما فانهزما ثم عصى عليه الأصفهبد وكان المراد به قارن وحارب الداعي في الجبال ووقعت بينه وبينه عدة وقائع أخربت تلك الولايات.
التحاق السادات بالداعي والتحق بالداعي السادات من جميع الأطراف ولما كان ينظرهم بعين الشفقة والعطف اجتمع عليه سادات كثيرة وكان إذا ركب يركب في ركابه 300 سيد ممن يحمل السيف ويضرب به.
مدح الناصر الكبير للداعي والناصر الكبير أبو محمد الحسن بن علي في هذا الوقت كان منضما إلى الداعي وهو المعروف بناصر الحق وله في حق الداعي مدح كثير من جملته هذان البيتان:
كان ابن زيد حين يغدو بقومه * كبدر سماء حوله أنجم زهر فيا بؤس قوم صحبتهم خيوله * ويا نعم قوم نالهم جوده الغمر وفي تاريخ رويان في هذا الوقت قتل الخليفة المعتز واضطرب أمر بني العباس وخرج في البصرة وسواد واسط العلوي صاحب الزنج وكثرت في خراسان الأوباش والعيارون وأدبر أمر الطاهرية وبسبب اشتغال الناس بهذه الأمور ثبت أمر الداعي وصار ملكا في طبرستان ولم يتفق لأحد هناك مثل ما اتفق له. ومن جملة العيارين في خراسان يعقوب بن الليث الصفار فقبض على محمد بن عبد الله بن طاهر وصار هو حاكم خراسان والخليفة بسبب اضطراب الأمور كتب له عهدا على خراسان.