وقوتكم يكون ما تريدون والمراد بهذا الرجل الداعي الكبير الحسن بن زيد بن إسماعيل حالب الحجارة ابن الحسن بن زيد بن الحسن بن علي أمير المؤمنين وكان رئيس هؤلاء الجماعة عبد الله بن وندا أوميد فتعاهد مع السيد محمد وفي الحال كتبوا صورة هذا العهد والميثاق وأرسلوه إلى الري إلى الحسن بن زيد فلما قرأه حرص على الخروج وهو إنما كان مقيما لأجل ذلك وكتب الجواب في الحال وأرسله مع قاصد فلما وصل القاصد إلى رويان فشا هذا الحديث وعلم به علي بن أوس أخو محمد بن أوس حاكم تلك البلاد فأرسل إلى عبد الله بن سعيد ومحمد بن عبد الكريم من مشاهير تلك البلاد ليسألهما عن هذا الأمر فخاف عبد الله بن سعيد وخرج إلى رستاق أستان ولم يذكرا ما فعله محمد بن عبد الكريم وكأنه سقط من النسخة.
مجئ الداعي إلى سعيدآباد والبيعة له ثم جاء كتاب من الحسن بن زيد مع قاصد أني دخلت بلدة سعيد آباد فيلزم أن يأتي إلى الأشراف فاجتمع أشراف تلك الولاية فيهم عبد الله ابن سعيد ومحمد بن عبد الكريم مع تمام رؤساء قلعة كلار وجاءوا إلى سعيدآباد وفي يوم الثلاثاء 25 من شهر رمضان بايعوه في سعيدآباد على إقامة كتاب الله وسنة رسوله والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.
إرسال الداعي كتبه ودعاته إلى البلدان وكتب الداعي ومن معه إلى أهل شالوس ونيروس وأرسلوا الدعاة وبات الداعي تلك الليلة عند عبد الله بن سعيد وانتقل في اليوم الثاني إلى كورشيد على ساحل البحر واجتمع عليه الناس واتصل الخبر بعلي بن أوس فلم يقر له قرار في تلك الليلة حتى ذهب سريعا إلى أخيه محمد بن أوس. وتوجه الحسن بن زيد إلى جهة كجور فاجتمع سادات تلك النواحي وأهل تلك البلاد مع محمد بن إبراهيم وجاءوا لاستقبال الحسن بن زيد وفي يوم الخميس 27 رمضان سنة 250 وصل الحسن بن زيد إلى كجور وفي يوم العيد صلى بهم صلاة العيد وصعد المنبر وخطب الناس خطبة بليغة بفصاحته العلوية وأنذر الناس بالترغيب والترهيب والوعد والوعيد.
إرسال الداعي دعاته إلى شالوس وأرسل محمد بن العباس وعلي بن نصر وعقيل بن مبرور إلى شالوس إلى عند الحسين بن محمد المحمدي الحنفي يدعونه إلى كتاب الله وسنة رسوله فأجابهم وجاءوا إلى المسجد الجامع وأخذوا البيعة على أهل تلك الديار فهرب أتباع محمد بن أوس بدون خيل ولا سلاح وذهب بعضهم إلى جعفر بن شهريار بن قارن من آل باوند وبعضهم ذهب إلى بادوستان ولما فرع الحسن بن زيد من تلك الناحية جاء إلى ناتل وأخذ البيعة على أهلها.
الحرب بين الداعي وابن أوس في بايدشت ثم توجه الحسن إلى بايدشت التي كانت في ذلك الوقت معمورة وعلى مقدمة جيشه محمد بن رستم بن وندا أوميد بن شهريار من ملوك كلار ورستمدار وعلى مقدمة عسكر محمد بن أوس محمد بن أخشيد فالتقى العسكران في بايدشت فكر محمد بن رستم على مقدمة محمد بن أوس وقتل رئيسها محمد بن أخشيد وأرسل إلى الداعي وأقام الداعي في بايدشت وأرسل الداعي محمد بن حمزة إلى الديلم يطلب المدد فأجابوه إلى ذلك وبعد أيام وصل إليه أميدوار بن لشكرستان ووبهان بن سهل وفاليزبان وغيرهم مع 600 رجل إلى بايدشت.
مجئ كتب أمراء البلاد إليه بالطاعة وفي ذلك اليوم جاءته كتب أمراء بلاد طبرستان مثل بادوستان ومصمغان وخورشيد وغيرها يظهرون له فيها المحبة والولاء والطاعة فقوي قلبه بذلك.
فتح آمل وحرب ابن أوس فأرسل الداعي محمد بن حمزة والحسين بن أحمد في عشرين فارسا ومائتي راجل مقدمة له وتوجه إلى آمل فعبأ محمد بن أوس جيشه وخرج من البلد مع خواصه وغلمانه فالتقى بمقدمة الحسن بن زيد خارج المدينة ووقعت الحرب بينهم فثبت الداعي إلى أن انهزم محمد بن أوس وغنم الداعي ما في عسكره وكان ذلك في يوم الاثنين 23 شوال سنة 250 ودخل الداعي مدينة آمل وقتل جماعة من كبرائها كانوا مخالفين له وذهب إلى المصلى ودعا الناس إلى البيعة فبايعوه بالاتفاق.
تفريق الداعي عماله على الأمصار وأرسل الداعي محمد بن عبد العزيز عاملا إلى رويان وأرسل جعفر بن رستم إلى كلار ومحمد بن أبي العباس إلى شالوس حكاما عليها فقال أهل آمل إنا نريد محمد بن إبراهيم حاكما علينا وهو الذي دل أهل طبرستان على الحسن بن زيد والحسن زوج أخته كما تقدم فأرسل إليه وأتى به من رويان وأقامه حاكما على آمل.
المراسلة بينه وبين الاصفهبد وأقام الداعي في آمل سبعة أيام ثم ذهب إلى ترجى وأقام فيها ثلاثة أيام ثم ذهب منها إلى جمنو فجاءه في جمنو كتاب من الاصفهبد قارن بن شهريار ملك الجبال من آل باوند يظهر فيه الموالاة والمصافاة ويقول إن أردت المدد أرسلت إليك فكتب إليه الداعي يقول إن كان ما تقوله حقا فاحضر إلينا فاجابه الأصفهبد المصلحة أن تأتوا إلينا فعلم الداعي كذبه واحتياله.
حرب سليمان بن عبد الله ابن طاهر مع الداعي وكان سليمان بن عبد الله بن طاهر في ساري فأرسل جندا مع قائد له