ما غيرت وجهه أم مهجنة * إذا القتام تغشى أوجه الهجن اه. أي ان ابن هرمة كان غاضبا على الحسن بن زيد ولذلك مدح خصمه عبد الله بن حسن وعرض بالحسن بن زيد لأن أم الحسن أمة قاسم كان في كان مغضبا عليه راجع إلى ابن هرمة ولقوله تعليل لغضب ابن هرمة أي يدل على أن ابن هرمة كان غاضبا على الحسن قوله هذا. ووجدت في مسودة الكتاب ولا اعلم الآن من أين نقلته ما صورته:
لما ولي الحسن بن زيد المدينة دخل عليه إبراهيم بن علي بن هرمة فقال له الحسن يا إبراهيم لست كمن باع له دينه رجاء مدحك أو خوف ذمك فقد رزقني الله تعالى بولادة نبيه ص الممادح وجنبني المقابح وإن من حقه علي أن لا أغضي على تقصير في حق وجب وأنا أقسم لان أتيت بك سكران لأضربنك حدا للخمر وحدا للسكر ولأزيدن لموضع حرمتك بي فليكن تركك لها لله عز وجل تعن عليه ولا تدعها للناس فتوكل إليهم فنهض ابن هرمة وهو يقول:
نهاني ابن الرسول عن المدام * وأدبني بآداب الكرام وقال لي اصطبر عنها ودعها * لخوف الله لا خوف الأنام وكيف تبعدي عنها وحبي * لها حب تمكن في العظام أرى طيب الحلال علي خبثا * وطيب النفس في خبث الحرام وكان إبراهيم منهوما في الخمر وجلده خثيم بن عراك صاحب شرطة المدينة لرباح بن عبد الله الحارثي في ولاية أبي العباس السفاح اه.
أخباره مع ابن المولى وهو محمد بن عبد الله بن مسلم ابن المولى مولى الأنصار وكان شاعرا مجيدا من مخضرمي الدولتين في الأغاني أخبرني عمي حدثنا الحزنبل عن عمرو بن أبي عمرو قال بلغني أن الحسن بن زيد دعا بابن المولى فاغلظ له وقال تشبب بحرم المسلمين وتنشد ذلك في مسجد رسول الله ص وفي الأسواق والمحافل ظاهرا فحلف له بالطلاق أنه ما تعرض لمحرم قط ولا شبب بامرأة مسلم ولا معاهدة قط قال فمن ليلى هذه التي تذكر في شعرك فقال له امرأتي طالق إن كانت الاقوسي هذه سميتها ليلى لأذكرها في شعري فان الشعر لا يحسن إلا بالتشبيب فضحك الحسن ثم قال إذا كانت القصة هذه فقل ما شئت. وفي الأغاني: قال الحزنبل حدثني عمرو بن أبي عمرو عن أبيه قال حدثني مولى للحسن بن زيد قال قدم ابن المولى على المهدي وقد مدحه بقصيدته التي يقول فيها:
وما قارع الأعداء مثل محمد * إذا الحرب أبدت عن حجول الكواعب فتى ماجد الأعراق من آل هاشم * تبجج منها في الذرى والذوائب أشم من الرهط الذين كأنهم * لدى حندس الظلماء زهر الكواكب إذا ذكرت يوما مناقب هاشم * فإنكم منها بخير المناصب ومن عيب في أخلاقه ونصابه * فما في بني العباس عيب لعائب وإن أمير المؤمنين ورهطه * لأهل المعالي من لؤي بن غالب أولئك أوتاد البلاد ووارثو النبي * بأمر الحق غير التكاذب ثم ذكر فيها آل أبي طالب فقال:
وما نقموا إلا المودة منهم * وإن غادروا فيهم جزيل المواهب وأنهم نالوا لهم بدمائهم * شفاء نفوس من قتيل وهارب وقاموا لهم دون العدى وكفوهم * بسمر القنا والرهفات القواضب وأن أمير المؤمنين لعائد * بانعامه فيهم على كل تائب إذا ما دنوا أدناهم وإذا هفوا * تجاوز عنهم ناظرا في العواقب شفيق على الأقصين أن يركبوا الردى * فكيف به في واشجات الأقارب فوصله المهدي بصلة سنية وقدم المدينة فانفق وبنى داره ولبس ثيابا فاخرة ولم يزل كذلك مدى حياته ثم دخل على الحسن بن زيد وكانت له عليه وظيفة في كل سنة فأنشده قوله يمدحه:
هاج شوقي تفرق الجيران * واعتراني طوارق الأحزان وتذكرت ما مضى من زماني * حين صار الزمان شر زمان يقول فيها يمدح الحسن بن زيد:
ولو أن امرأ ينال خلودا * بمحل ومنصب ومكان أو ببيت ذراه يلصق بالنجم * قرانا في غير برج قران أو بمجد الحياة أو بسماح * أو بحلم في علا ثهلان أو بفضل لناله حسن الخير * بفضل الرسول ذي البرهان فضله واضح برهط أبي القاسم * رهط اليقين والايمان هم ذوو النور والهدى ومدى الأمر * وأهل البرهان والعرفان معدن الحق والنبوة والعدل * إذا ما تنازع الخصمان وابن زيد إذا الرجال تجاروا * يوم حفل وغاية ورهان سابق مغلق مجيز رهان * ورث السبق من أبيه الهجان فلما أنشده إياها دعا به خاليا ثم قال له يا عاض كذا من أمه إذا جئت إلى الحجاز تقول لي هذا و أما إذا جئت إلى العراق تقول:
وان أمير المؤمنين ورهطه * لرهط المعالي من لؤي بن غالب أولئك أوتاد البلاد ووارثوا النبي * بأمر الحق غير التكاذب فقال له أتنصفني يا ابن الرسول أم لا فقال نعم فقال: ألم أقل وإن أمير المؤمنين ورهطه ألستم رهطه فقال دع هذا ألم تقدر أن ينفق شعرك ومديحك الا بتهجين أهلي والطعن عليهم والاغراء بهم حيث تقول:
وما نقموا إلا المودة منهم * وإن غادروا فيهم جزيل المواهب وإنهم نالوا لهم بدمائهم * شفاء نفوس من قتيل وهارب فوجم ابن المولى وأطرق ثم قال يا ابن الرسول إن الشاعر يقول ويتقرب بجهده ثم قام فخرج من عنده منكسرا فامر الحسن وكيله أن يحمل اليه وظيفته ويزيده فيها ففعل فقال ابن المولى والله لا أقبلها وهو علي ساخط فاما ان قرنها بالرضا فقبلتها وأما ان أقام وهو علي ساخط البتة فلا، فعاد الرسول إلى الحسن فأخبره فقال قل له قد رضيت فاقبلها ودخل على الحسن فأنشده قوله فيه:
سالت فأعطاني وأعطى ولم أسل * وجاد كما جادت غواد رواعد فاقسم لا أنفك أنشد مدحه * إذا جمعتني في الحجيج المشاهد إذا قلت يوما في ثنائي قصيدة * تثنت بأخرى حيث تجري القصائد خبره مع المنذر بن عبد الله ومصعب الزبيري روى الخطيب في تاريخ بغداد أنه لزم المنذر بن عبد الله الحرامي دين