فخرج إلى الحسن بن زيد فقعد على طريقه إلى صيعته وقال أيها الأمير إسمع مني شيئا قلته قال الحسن الحق يا أبا عثمان نسمع منك على مهل فانا عجلان فكسر ذلك المنذر بن عبد الله حتى هم ان يرجع ثم ذكر كلا وعيالا فتحامل حتى اتاه فرفعه معه على فراشه وبسطه بالحديث: وحضر الغداء فجعل يناوله بيده ثم قال أسمعنا ما قلت يا أبا عثمان فأنشده:
يا ابن بنت النبي وابن علي * أنت أنت المجير من ذا الزمان من زمان ألح ليس بناج * منه من لا يجيره الخافقان من ديون تنوبنا فادحات * بيد الشيخ من بني ثوبان فجزاه خيرا ودعا بقرطاس فكتب صكا كاذن الفأرة وختم عليه وناوله إياه إلى ابن ثوبات فخرج به لا يظن به خيرا حتى دفعه اليه فقرأه ابن ثوبان وقال سألني الأمير أن أنظرك بمالي إلى ميسرتك وقد فعلت وأمر لك بمائة دينار وهذه هي: قال وذكر إسماعيل بن الحسن بن زيد إن هذه القصة لمصعب بن ثابت الزبيري لا للمنذر بن عبد الله. قال المؤلف ويمكن كونهما قصتين وحصل بينهما توارد خاطر في بعض الشعر أو أخذ أحدهما من الآخر فروى بسنده عن إسماعيل بن الحسن بن زيد قال كان أبي يغلس بصلاة الفجر فاتاه مصعب بن ثابت بن عبد الله بن الزبير وابنه عبد الله بن مصعب يوما حين انصرف من صلاة الغداة وهو يريد الركوب إلى ما له بالغابة فقال إسمع مني شعرا قال ليست هذه ساعة ذلك أهذه ساعة شعر قال أسألك بقرابتك من رسول الله ص إلا سمعته فأنشده لنفسه:
يا ابن بنت النبي وابن علي * أنت أنت المجير من ذا الزمان من زمان ألح ليس بناج * منه من لم يجرم الخافقان من ديون حفزننا معضلات * من يد الشيخ من بني ثوبان في صكاك مكتبات علينا * بمئين إذا عددن ثمان بأبي أنت ان أخذن وأمي * ضاق عيش النسوان والصبيان فأرسل إلى ابن ثوبان فسأله فقال على الشيخ سبعمائة وعلى ابنه مائة فقضى عنهما وأعطاهما مائتي دينار سوى ذلك.
خبره مع محمد بن عبد العزيز في تاريخ بغداد بسنده عن أبي سلمة قال: كنت ببغداد عند باب الذهب فقيل الحسن بن زيد يخرج من السجن ينازع محمد بن عبد العزيز وكان الجمحي على قضاء مدينة أبي جعفر فامر أن ينظر بينهما أمره المنصور بذلك فجاء الحسن بن زيد وجاء محمد بن عبد العزيز فجلس إلى جانبه في مجلس الحكم فاقبل الحسن بن زيد على ابن المولى فقال إجلس بيني وبين هذا الرجس وكره أن يلتزق به فاقبل أخ لمحمد بن عبد العزيز يقال له سندلة على الحسن بن زيد فقال أيها يا ابن أم رقرق وذلك أن أمه تلقب رقرقا كما مر في أول الترجمة يا ابن عم من يزعم أن في السماء إلها وفي الأرض إلها ولاك أمير المؤمنين فكفرت نعمته وأردت الخروج عليه يا معشر الملأ هل ترون وجه خليفة فاقبل عليه الحسن بن زيد فقال مثلي ومثلك كما قال الشاعر:
وليس بنصف أن أسب مجاشعا * بابائي الشم الكرام الخضارم ولكن نصفا لو سببت وسبني * بنو عبد شمس من مناف وهاشم فتركهم الجمحي ساعة يتنازعون ثم أقبل عليهم فقال دعونا منكم هات يا ابن عبد العزيز ما تقول قال أصلح الله القاضي جلدني مائة وشقق قضاياي وعلقها في عنقي وأقامني على البلس فقال ما تقول يا حسن قال أمرني أمير المؤمنين بذلك قال حجتك فأخرج كتابا من كمه وقال هذا حجتي قال هاته قال ما كنت لأدفع حجتي إلى غيري ولكن ان أردت ان تنسخه فانسخه ثم اعاده إلى كمه اه.
خبره مع إسحاق بن إبراهيم ابن طلحة روى أبو الفرج في الأغاني بسنده أن الحسن بن زيد دعا إسحاق بن إبراهيم بن طلحة بن عبيد الله بن معمر التيمي أيام كان بالمدينة إلى ولاية القضاء فأبى عليه فحبسه وجاء بنو طلحة فانسجنوا معه وبلغ ذلك الحسن بن زيد فأرسل إليه فاتاه فقال إنك تلاججت علي وقد حلفت أن لا أرسلك حتى تعمل لي فابرر يميني ففعل فأرسل الحسن معه جندا حتى جلس في المسجد للقضاء والجند على رأسه فجاءه داود بن سلم فوقف عليه فقال:
طلبوا الفقه والمروءة والحلم * وفيك اجتمعن يا إسحاق فقال ادفعوه فدفعوه فتنحى عنه فجلس ساعة ثم قام من مجلسه فأعفاه الحسن بن زيد من القضاء وأرسل إلى داود بن سلم بخمسين دينارا.
خبره مع محمد بن حمزة الأسلمي كان أبو عاصم محمد بن حمزة الأسلمي قد هجا الحسن بن زيد بقوله:
له حق و ليس عليه حق * ومهما قال فالحسن الجميل وقد كان الرسول يرى حقوقا * عليه لغيره وهو الرسول فلما ولي الحسن المدينة أتاه الأسلمي متنكرا في زي الأعراب فقال:
ستأتي مدحتي الحسن بن زيد * وتشهد لي بصفين القبور قبور لم تزل مذ غاب عنها * أبو حسن تعاديها الدهور قبور لو بأحمد أو علي * يلوذ مجيرها حمي المجير هما أبواك من وضعا فضعه * وأنت برفع من رفعا جدير فقال من أنت؟ قال أنا الأسلمي قال إذا حياك الله وبسط له رداء وأجلسه عليه وأمر له بعشرة آلاف درهم.
خبره مع داود بن سلم روى أبو الفرج في الأغاني بسنده أنه كان الحسن بن زيد قد عود داود بن سلم مولى بني تيم إذا جاءته غلة من الخانقين أن يصله فلما مدح داود بن سلم جعفر بن سليمان بن علي وكان بينه وبين الحسن بن زيد تباعد شديد أغضبه ذلك وقدم الحسن من حج أو عمرة فدخل عليه داود بن سلم مسلما فقال له الحسن أنت القائل في جعفر:
وكنا جدبنا قبل تأمير جعفر * وكان المنى في جعفر أن يؤمرا حوى المنبرين الأزهرين كليهما * إذا ما خطا عن منبر أم منبرا كان بني حواء صفوا أمامه * فخير من أنسابهم متخيرا