رياض السالكين في شرح صحيفة سيد الساجدين (ع) - السدي علي خان المدني الشيرازي - ج ٥ - الصفحة ٣٥٥
فإذا أوردته علينا، وأنزلته بنا فأسعدنا به زائرا، وآنسنا به قادما، ولا تشقنا بضيافته، ولا تخزنا بزيارته، واجعله بابا من أبواب مغفرتك، ومفتاحا من مفاتيح رحمتك.
____________________
لغفور شكور. الذي أحلنا دار المقامة من فضله لا يمسنا فيها نصب ولا يمسنا فيها لغوب» (1).
والثالث: رجل أعمى البصيرة، متلطخ السريرة، بما ارتكبه من أنواع الجريرة، رضي بالحياة الدنيا، واطمأن بها، ويئس من الآخرة، كما يئس الكفار من أصحاب القبور. فإذا خرج منها إلى دار الخلود أضر ذلك به كما تضر رياح الورد بالجعل، فإذا خرج من قاذورات الدنيا لم يوافقه عالم العليا ومصاحبة الملأ الأعلى، ومنادمة أولي العلى، كما قال تعالى: «ومن كان في هذه أعمى فهو في الآخرة أعمى وأضل سبيلا» (2). والله أعلم *.
«الفاء»: للترتيب في الذكر.
وأوردته عليه: أحضرته لديه، يقال: ورد زيد علينا أي حضر. وأصل الورود:
بلوغ الإبل الماء وموافاتها إياه، ثم استعمل في غيره مجازا.
قال في الأساس ومن المجاز ورد عليه أمر لم يطقه، وأوردت علي ما غمني (3).
وأنزلت به الأمر: أوقعته به. يقال: نزل به مكروه: أي وقع به وحصل عليه.
وأصله من النزول، وهو انحطاط من علو.
وأسعده الله: صيره سعيدا، والباء للسببية.
وزائرا: الحال من الضمير المجرور، وهو اسم فاعل من زاره يزوره زورا، وزيارة:
أي قصده، ثم خصت الزيارة في العرف بقصد المزور إكراما له واستيناسا به.

(1) سورة فاطر: الآية 34 و 35.
(2) سورة الإسراء: الآية 72.
(3) أساس البلاغة: ص 671.
(٣٥٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 348 349 350 351 352 355 356 357 358 359 360 ... » »»
الفهرست