رياض السالكين في شرح صحيفة سيد الساجدين (ع) - السدي علي خان المدني الشيرازي - ج ٥ - الصفحة ٣٣٢
فأما أنت يا إلهي فأهل أن لا يغتر بك الصديقون، ولا ييأس منك المجرمون، لأنك الرب العظيم الذي لا يمنع أحدا فضله، ولا يستقصي من أحد حقه.
____________________
أعانه الله على نفسه، فاستشعر الحزن، وتجلبب الخوف، فزهر مصباح الهدى في قلبه... إلى آخر ما قال. وهو مذكور في نهج البلاغة (1).
فتراه عليه السلام كيف جعل استشعاره الحزن، وتجلببه الخوف، متسببا عن إعانة الله تعالى له على نفسه، ولم يجر للطمع، ولا للرجاء معه ذكر. وهذا هو الخوف الذي عناه سبطه عليه السلام في دعائه، فافهم ذلك. والله يقول الحق، وهو يهدي السبيل.
يقال فلان أهل لكذا: أي جدير به، ومستحق له.
واغتررت به: ظننت الأمن، فلم أتحفظ.
والصديقون: جمع صديق - بالكسر والتشديد - وهو الملازم للصدق.
وقال ابن الأثير: هو فعيل، للمبالغة في الصدق، ويكون للذي يصدق قوله بالفعل (2).
وقال الراغب: الصديق: يقال لمن كثر منه الصدق، وقيل: بل لمن لم يكذب قط، وقيل: بل لمن لم يتأت منه الكذب لتعوده الصدق، وقيل: بل لمن صدق بقوله واعتقاده، وحقق صدقه بفعله، قال تعالى في حق إبراهيم عليه السلام: «إنه كان صديقا نبيا» (3) وقال: «أولئك مع الذين أنعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين، وحسن أولئك رفيقا» (4). والصديقون قوم دون الأنبياء في الفضيلة (5). انتهى.

(١) نهج البلاغة: ص ١١٨، الخطب ٨٧.
(٢) النهاية لابن الأثير: ج 3 ص 18.
(3) سورة مريم: الآية 41.
(4) سورة النساء: الآية 69.
(5) المفردات: ص 277.
(٣٣٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 327 328 329 330 331 332 333 334 337 339 340 ... » »»
الفهرست