____________________
الاستقلال بوجه التشبيه، وبصحة التشبيه بكل واحد منهما وبهما معا، كقوله تعالى:
أو كصيب من السماء (1).
وجملة «لم يكن» - في محل رفع - وصف لموصوف محذوف، والتقدير: أو أمر لم يكن سببه بيدك، يقال: الأمر بيد فلان، أي في تصرفه.
وحاصل معنى هذا الفصل من الدعاء أن إحسانه تعالى إلى عباده في مقابلة شكرهم له، وإنعامه عليهم بإزاء طاعتهم وعبادتهم إياه، إنما هو تفضل منه تعالى، إذ كان إيقاع الشكر والطاعة والعبادة منهم بإقداره لهم على ذلك وتوفيقه إياهم له، لأن كل فاعل سواه إنما يستحق القدرة على الفعل من جوده تعالى، لا لذاته استقلالا وتفردا به، على ما علم في مظانه. ومع ذلك فقد جعل سبحانه ثوابهم على شكره، وجزاءهم على طاعته ثوابا واجبا وأجرا مستحقا، فأشبه شكرهم وطاعتهم أمرا استقلوا لذواتهم بالقدرة على إيجاده، وكانوا يستطيعون أن لا يوجدوه، وأن يمتنعوا منه، أو أمرا استبدوا بتسبيب سببه في إيقاعه، فاستوجبوا بذلك الثواب، واستحقوا به الجزاء. وليس الأمر كذلك، بل هو سبحانه الذي أقدرهم على ذلك، ووفقهم له، وقادهم بزمام اللطف والعناية إليه. فلو أرادوا أن يمتنعوا منه، وأن لا يفعلوه بدون ما ركبه فيهم من الأسباب ما استطاعوا، وكان أسباب صدوره منهم وحصوله عنهم بقدره وإعداده عز وجل، فإنى لهم الاستقلال والاستبداد في نسبته إليهم؟ ومن هنا قال موسى عليه السلام: «إلهي أمرتني بالشكر على نعمك، وشكري إياك نعمة من نعمك» (2). وعليه قوله تعالى: يمنون عليك أن أسلموا قل لا تمنوا علي إسلامكم بل الله يمن عليكم أن هداكم للإيمان إن كنتم صادقين (2).
أو كصيب من السماء (1).
وجملة «لم يكن» - في محل رفع - وصف لموصوف محذوف، والتقدير: أو أمر لم يكن سببه بيدك، يقال: الأمر بيد فلان، أي في تصرفه.
وحاصل معنى هذا الفصل من الدعاء أن إحسانه تعالى إلى عباده في مقابلة شكرهم له، وإنعامه عليهم بإزاء طاعتهم وعبادتهم إياه، إنما هو تفضل منه تعالى، إذ كان إيقاع الشكر والطاعة والعبادة منهم بإقداره لهم على ذلك وتوفيقه إياهم له، لأن كل فاعل سواه إنما يستحق القدرة على الفعل من جوده تعالى، لا لذاته استقلالا وتفردا به، على ما علم في مظانه. ومع ذلك فقد جعل سبحانه ثوابهم على شكره، وجزاءهم على طاعته ثوابا واجبا وأجرا مستحقا، فأشبه شكرهم وطاعتهم أمرا استقلوا لذواتهم بالقدرة على إيجاده، وكانوا يستطيعون أن لا يوجدوه، وأن يمتنعوا منه، أو أمرا استبدوا بتسبيب سببه في إيقاعه، فاستوجبوا بذلك الثواب، واستحقوا به الجزاء. وليس الأمر كذلك، بل هو سبحانه الذي أقدرهم على ذلك، ووفقهم له، وقادهم بزمام اللطف والعناية إليه. فلو أرادوا أن يمتنعوا منه، وأن لا يفعلوه بدون ما ركبه فيهم من الأسباب ما استطاعوا، وكان أسباب صدوره منهم وحصوله عنهم بقدره وإعداده عز وجل، فإنى لهم الاستقلال والاستبداد في نسبته إليهم؟ ومن هنا قال موسى عليه السلام: «إلهي أمرتني بالشكر على نعمك، وشكري إياك نعمة من نعمك» (2). وعليه قوله تعالى: يمنون عليك أن أسلموا قل لا تمنوا علي إسلامكم بل الله يمن عليكم أن هداكم للإيمان إن كنتم صادقين (2).