____________________
وفي النهاية لابن الأثير: النعت وصف الشيء بما هو فيه من حسن. ولا يقال:
في القبيح إلا أن يتكلف متكلف فيقول: نعت سوء، والوصف يقال: في الحسن والقبيح (1). انتهى.
والإشارة بذلك إلى عز سلطانه، وعلو ملكه - جل شأنه - وما فيه من معنى البعد، مع قرب العهد بالمشار إليه، للإيذان ببعده في مراتب العلو، وكونه في الغاية القصوى من العظمة والجلال، تنزيلا لبعد درجته، ورفعة محله منزلة بعد المسافة.
والمعنى: أن غاية نعت جميع الناعتين - لأن الجمع المحلى باللام يفيد الاستغراق - لا تدرك أدنى ما خص به نفسه تعالى من عز السلطان، وعلو الملك، لأن الناعتين إن بالغوا في النعت، وانتهوا به إلى أقصى غاياته، لم ينعتوه بما هو نعته، ولم يصفوه بما هو حقه، ولم ينالوا حقيقة وصفه على الوجه اللائق به، لأن لسان النعت والتعبير إنما يخبر عما في الضمير، وكل ما هو في الضمير مخلوق مثله، كما دل عليه قول الباقر عليه السلام «كل ما ميزتموه بأوهامكم في أدق معانيه مصنوع مثلكم، مردود إليكم» (2).
فإن قلت: قوله عليه السلام «أدنى ما استأثرت به من ذلك» يقتضي أن عز سلطانه، وعلو ملكه، ينقسم إلى أدنى وأعلى، فيلزم أن يتطرق إليه الزيادة والنقصان، ولا شيء من كمال الواجب الأول سبحانه كذلك، لتنزهه عن النقصان والتفاوت بوجه ما.
قلت: هو إما على حذف مضاف، أي أدنى نعت ما استأثرت به، وإما على أن الدنو والعلو والتفضيل فيهما إنما هو بالإضافة إلى نظر الناظرين، ومعقولهم بحسب متعلقات القدرة وآثارها، وإلا فعز السلطان، وعلو الملك، اللذان هما عبارة عن تمام الاقتدار، وكمال القدرة لا تفاوت فيه رأسا، وعلى ذلك جرى قوله تعالى:
في القبيح إلا أن يتكلف متكلف فيقول: نعت سوء، والوصف يقال: في الحسن والقبيح (1). انتهى.
والإشارة بذلك إلى عز سلطانه، وعلو ملكه - جل شأنه - وما فيه من معنى البعد، مع قرب العهد بالمشار إليه، للإيذان ببعده في مراتب العلو، وكونه في الغاية القصوى من العظمة والجلال، تنزيلا لبعد درجته، ورفعة محله منزلة بعد المسافة.
والمعنى: أن غاية نعت جميع الناعتين - لأن الجمع المحلى باللام يفيد الاستغراق - لا تدرك أدنى ما خص به نفسه تعالى من عز السلطان، وعلو الملك، لأن الناعتين إن بالغوا في النعت، وانتهوا به إلى أقصى غاياته، لم ينعتوه بما هو نعته، ولم يصفوه بما هو حقه، ولم ينالوا حقيقة وصفه على الوجه اللائق به، لأن لسان النعت والتعبير إنما يخبر عما في الضمير، وكل ما هو في الضمير مخلوق مثله، كما دل عليه قول الباقر عليه السلام «كل ما ميزتموه بأوهامكم في أدق معانيه مصنوع مثلكم، مردود إليكم» (2).
فإن قلت: قوله عليه السلام «أدنى ما استأثرت به من ذلك» يقتضي أن عز سلطانه، وعلو ملكه، ينقسم إلى أدنى وأعلى، فيلزم أن يتطرق إليه الزيادة والنقصان، ولا شيء من كمال الواجب الأول سبحانه كذلك، لتنزهه عن النقصان والتفاوت بوجه ما.
قلت: هو إما على حذف مضاف، أي أدنى نعت ما استأثرت به، وإما على أن الدنو والعلو والتفضيل فيهما إنما هو بالإضافة إلى نظر الناظرين، ومعقولهم بحسب متعلقات القدرة وآثارها، وإلا فعز السلطان، وعلو الملك، اللذان هما عبارة عن تمام الاقتدار، وكمال القدرة لا تفاوت فيه رأسا، وعلى ذلك جرى قوله تعالى: