أبى أن يجيز والزوج كفؤ أجازه القاضي ولا يكون جائز الا حتى يجيزه القاضي، وقال محمد بن الحسن: ان لم يجزه الولي استأنف القاضي فيه عقدا جديدا * قال أبو محمد: أما قول محمد بن الحسن. وأبى يوسف فظاهر التناقض والفساد لأنهما نقضا قولهما لا نكاح الا بولي إذا أجازا للولي إجازة ما أخبرا أنه لا يجوز، وكذلك قول أبي حنيفة لأنه أجاز للمرأة انكاح نفسها من غير كف ء ثم أجاز للولي فسخ العقد الجائز فهي أقوال لا متعلق لها بقرآن ولا بسنة لا صحيحة ولا سقيمة.
ولا بقول صاحب. ولا بمعقول. ولا قياس. ولا رأى سديد، وهذا لا يقبل الا من رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي لا ينطق عن الهوى الا عن الوحي من الخالق الذي لا يسأل عما يفعل، واما من غيره عليه الصلاة والسلام فهو دين جديد يعذب الله به في الحشر * وأما قول مالك فظاهر الفساد لأنه فرق بين الدنية وغير الدنية وما علمنا الدناءة الا معاصي الله تعالى، وأما السوداء والمولاة فقد كانت أم أيمن رضي الله عنها سوداء ومولاة ووالله ما بعد أزواجه عليه الصلاة والسلام في هذه الأمة امرأة أعلى قدرا عند الله تعالى وعند أهل الاسلام كلهم منها، وأما الفقيرة فما الفقر دناءة فقد كان في الأنبياء عليهم الصلاة والسلام الفقير الذي أهلكه الفقر وهم أهل الشرف والرفعة حقا وقد كان قارون. وفرعون. وهامان من الغنى بحيث عرف وهم أهل الدناءة والرذالة حقا، وأما النبطية فرب نبطية لا يطمع فيها كثير من قريش ليسارها وعلو حالها في الدنيا ورب بنت خليفة هلكت فاقة وجهدا وضياعا ثم قوله: يفرق بينهما فان طال الامر وولدت منه الأولاد لم يفرق بينهما فهذا عين الخطأ إنما هو حق أو باطل ولا سبيل إلى ثالث فإن كان حقا فليس لأحد نقض الحق اثر عقده ولا بعد ذلك وإن كان باطلا فالباطل مردود أبدا الا أن يأتي نص من قرآن أو سنة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فيوقف عنده، وما نعلم قول مالك هذا قاله أحد قبله ولا غيره الا من قلده ولا متعلق له بقرآن. ولا بسنة صحيحة ولا بأثر ساقط ولا بقول صاحب ولا تابع ولا معقول ولا قياس ولا رأى له وجه يعرف * وأما قول أبي ثور: فان قول رسول الله صلى الله عليه وسلم: (فان اشتجروا فالسلطان ولى من لا ولى له) مانع من أن يكون ولى المرأة كل مسلم لان مراعاة اشتجار جميع من أسلم من الناس محال وحاش انه عليه الصلاة والسلام أن يأمر بمراعاة محال لا يمكن فصح أنه عليه الصلاة والسلام عنى قوما خاصة يمكن أن يشتجروا في نكاح المرأة لا حق لغيرهم في ذلك، وقوله عليه الصلاة والسلام: فالسلطان ولى من لا ولى له بيان جلى بما قلنا (1)