(كان النبي صلى الله عليه وسلم يسمع قراءة رجل في المسجد فقال رحمه الله: لقد أذكرني آية كنت أنسيتها) * نا أحمد بن محمد بن الجسور نا وهب بن مسرة نا ابن وضاح نا أبو بكر بن أبي شيبة نا وكيع عن سفيان عن سلمة بن كهيل عن ذر بن عبد الله المرهبي عن سعيد بن عبد الرحمن بن أبزى عن أبيه (ان النبي صلى الله عليه وسلم صلى الفجر فأغفل آية فلما صلى قال:
أفي القوم أبي بن كعب؟ فقال له أبي بن كعب: يا رسول الله أغفلت آية كذا أو نسخت؟
فقال عليه الصلاة والسلام: بل أنسيتها) * قال أبو محمد: فإذا صح أن رسول الله صلى الله عليه وسلم نسي آية من القرآن. ومن الزهري. ومن سليمان. ومن يحيى حتى لا ينسى؟ وقد قال عز وجل: (ولقد عهدنا إلى آدم من قبل فنسي) لكن ابن جريج ثقة فإذا روى لنا عن سليمان بن موسى وهو ثقة انه أخبره عن الزهري بخبر مسند فقد قامت الحجة به سواء نسوه بعد أن بلغوه وحدثوا به أو لم ينسوه، وقد نسي أبو هريرة حديث لا عدوى، ونسي الحسن حديث من قتل عبده، ونسي أبو معبد مولى ابن عباس حديث التكبير بعد الصلاة بعد أن حدثوا بها فكان ماذا؟ لا يعترض بهذا الا جاهل أو مدافع للحق بالباطل، ولا ندري في أي القرآن أم في أي السنن أم في أي حكم العقول وجدوا؟ ان من حدث بحديث ثم نسيه ان حكم ذلك الخبر يبطل، ما هم الا في دعوى كاذبة بلا برهان. وأما اعتراضهم بأنه صح عن عائشة وعن الزهري رضي الله عنهما أنهما خالفا ما رويا من ذلك فكان ماذا؟ إنما أمرنا الله عز وجل ورسوله صلى الله عليه وسلم وقامت حجة العقل بوجوب قبول ما صح عندنا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وبسقوط اتباع قول من دونه عليه الصلاة والسلام، ولا ندري أين وجدوا أن من خالف باجتهاده مخطئا متأولا ما رواه أنه يسقط بذلك ما رواه ثم نعكس عليهم أصلهم هذا الفاسد فنقول: إذا صح أن أم المؤمنين رضي الله عنها. والزهري رحمه الله رويا هذا الخبر وروى عنهما أنهما خالفاه فهذا دليل على سقوط الرواية بأنهما خالفا بل الظن بهما أنهما لا يخالفان ما روياه وهذا أولى لان تركنا ما لا يلزمنا من قولهما لما يلزمنا من روايتهما هو الواجب لا ترك ما يلزمنا مما روياه لما لا يلزمنا من رأيهما فكيف وقد كتب إلى داود بن بابشاد قال: حدثني عبد الغنى ابن سعيد نا هشام بن محمد بن قرة نا أبو جعفر الطحاوي نا الحسن بن غليب نا يحيى بن سليمان الجعفي نا عبد الله بن إدريس الأودي عن ابن جريج عن عبد الرحمن ابن القاسم بن محمد بن أبي بكر الصديق عن أبيه عن عائشة أم المؤمنين انها أنكحت رجلا من بنى أخيها جارية من بنى أخيها فضربت بينهم سترا ثم تكلمت