تعالى: (والمحصنات من الذين أوتوا الكتاب من قبلكم) الحرائر دون العفائف من الإماء لأنه يكون قائلا على الله تعالى ما لا علم له به وشارعا في الدين ما لم يأذن به الله تعالى ومدعيا بلا برهان وهذا لا يحل قال الله تعالى: (قل هاتوا برهانكم ان كنتم صادقين) وقال تعالى: (وان تقولوا على الله ما لا تعلمون) فمن لا برهان له على صحة قوله فلا صحة لقوله، وقد قدمنا ان تعلقهم بقول الله تعالى: (من فتياتكم المؤمنات) إنما فيه إباحة نكاح الفتيات المؤمنات فقط وليس فيه منع من نكاح الفتاة الكتابية ولا إباحة لها فوجب طلبه (1) من غير تلك الآية ولا بد ووجدنا اباحتهم وطئ الأمة الكتابية بملك اليمين اقحاما في الآية ما ليس فيها بآرائهم لأنه إنما استثنى تعالى في الآية إباحة الكتابيات بالزواج خاصة بقوله تعالى: (إذا آتيتموهن أجورهن) وأبقى ما عدا ذلك على التحريم بنهيه تعالى عن نكاح المشركات حتى يؤمن ولم يأت قط قرآن.
ولا سنة من رسول الله صلى الله عليه وسلم بإباحة كتابية بملك اليمين فهم في هذه القضية مخرجون من هذه الآية ما فيها من إباحة زواج العفائف من الكتابيات جملة لم يخص حرة من أمة ويقحمون فيها ما ليس فيها ولا في غيرها من إباحة وطئ الأمة الكتابية بملك اليمين، وممن قال بقولنا في ذلك جماعة من السلف، منهم ابن عمر كما روينا قبل عنه من تحريم الكوافر الكتابيات وغيرهن جملة فخرج من قوله ما اباحه القرآن بالزواج وبقى سائر قوله على الصحة وفيه تحريم الأمة بلا شك بملك اليمين نا محمد بن سعيد بن نبات نا أحمد ابن عبد البصير نا قاسم بن أصبغ نا محمد بن عبد السلام الخشني نا محمد بن المثنى نا عبد الرحمن بن مهدي نا شريك عن أبي إسحاق السبيعي عن بكر بن ماعز عن الربيع ابن خيثم إنه كان يكره أن يطأ الرجل المشركة حتى تسلم * نا محمد بن سعيد بن نبات نا أحمد بن عون الله نا قاسم بن أصبغ نا محمد بن عبد السلام الخشني نا محمد بن بشار بندار نا محمد بن جعفر غندر نا شعبة عن موسى ابن أبي عائشة قال: سألت سعيد بن جبير. ومرة الهمداني هو مرة الطبيب صاحب عبد الله بن مسعود فقلت: أصبت الأمة [من السبي] (2) فقالا جميعا: لا تغشها حتى تغتسل وتصلى * نا محمد بن بن سعيد بن نبات نا عباس بن أصبغ نا محمد بن قاسم بن محمد نا جدي قاسم بن اصبغ نا محمد بن عبد السلام الخشني نا محمد بن المثنى نا عبد الأعلى هو ابن عبد الأعلى نا سعيد بن أبي عروبة عن قتادة عن معاوية بن قرة عن ابن مسعود قال: اثنتا عشرة مملوكة أكره غشيانهن أمتك وأمها. وأمتك وأختها.
وأمتك وطئها أبوك. وأمتك وطئها ابنك. وأمتك عمتك من الرضاعة. وأمة خالتك