ابن إبراهيم - هو ابن راهويه - أنا أبو معاوية نا هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة أم المؤمنين قالت: جاءت هند بنت عتبة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت: ان زوجي أبا سفيان رجل مسيك شحيح لا يعطيني ما يكفيني وبنى أفآخذ من ماله وهو لا يعلم؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: خذي ما يكفيك وبنيك بالمعروف، وهذا حكم على الغائب * فان قالوا: إنما حكم (1) عليه الصلاة والسلام على أبي سفيان لعلمه بصحة ما ذكرت له هند قلنا: إن هذا لعجب عهدنا بكم تجعلون البينة أقوى من علم الحاكم في مواضع منها ما علم قبل أن يلي الحكم، ومنها الحدود في الزنا. والقطع. والخمر. فإنكم ترون أن يحكم في كل ذلك بالبينة ولا تجيزون أن يحكم في ذلك بعلمه وان علمه بعد ولايته القضاء فمره يكون الحكم بالعلم عندكم أقوى من البينة ومرة تكون البينة أقوى من العلم فكم هذا الخبط في ظلمات الجهل والتحكم في الدين بالباطل؟ وكل ما لزم الحاكم أن يحكم فيه بعلمه فلازم له أن يحكم فيه بالبينة وكل ما لزمه أن يحكم فيه بالبينة لزمه أن يحكم فيه بعلمه لقول الله تعالى: (كونوا قوامين بالقسط) وأما الصحابة رضي الله عنه م فروينا من طريق حماد بن سلمة عن عطاء بن السائب عن أبي زرعة بن عمرو بن جرير ابن عبد الله البجلي أن رجلا كان مع أبي موسى الأشعري وكان ذا صوت ونكاية في العدو فغنموا فأعطاه أبو موسى الأشعري بعض سهمه فأبى أن يأخذ الا جميعا فضربه عشرين سوطا وحلق رأسه فجمع شعره ورحل إلى عمر فدخل عليه قال جرير بن عبد الله: وأنا أقرب الناس مجلسا من عمر فأخرج شعره فضرب به صدر عمر وقال: أما والله لولا فقال عمر لولا ماذا صدق والله لولا النار فقال: كنت ذا صوت ونكاية في العدو ثم قص قصته على عمر فكتب عمر إلى أبى موسى ان فلانا قدم على فأخبرني بكذا وكذا فان كنت فعل ذلك به فعزمت عليك ان كنت فعلت به ذلك في ملا من الناس فعزمت عليك لما جلست له في ملا من الناس حتى يقتص منك وان كنت فعلت به ذلك في خلاء لما جلست له في خلاء حتى يقتص منك فقال له الناس: اعف عنه فقال: لا والله لا أدعه لاحد فلما قعد أبو موسى للقصاص رفع رأسه إلى السماء وقال: اللهم قد عفوت عنه * حدثنا يونس بن عبد الله نا أحمد بن عبد الله بن عبد الرحيم نا أحمد بن خالد نا محمد بن عبد السلام الخشني نا محمد بن بشار نا يحيى بن سعيد القطان نا يحيى بن سعيد التيمي نا عباية بن رفاعة بن رافع ابن خديج قال: بلغ عمر بن الخطاب أن سعد بن أبي وقاص اتخذ بابا وقال: انقطع الصوت فأرسل إليه عمر فحرقه وارسل محمد بن مسلمة الأنصاري وأخذ بيد سعد وأخرجه
(٣٧٠)