من نقماته، ويستمسكوا بالعروة الوثقى من ولاية أوليائه، ولا يأخذهم لومة لائم في عداوة أعدائه فإنه جل وعز يقول: لا تجد قوما يؤمنون بالله واليوم الآخر يوادون من حاد الله ورسوله ولو كانوا آباءهم أو أبناءهم أو إخوانهم أو عشيرتهم، وقال تعالى: ولو كانوا يؤمنون بالله والنبي وما أنزل إليه ما اتخذوهم أولياء.
وأن يخلصوا النصيحة للمؤمنين، ويستيقظوا من رقدة الغافلين ويستعدوا ليوم المعاد زاد الصالحين من العمل والإخلاص فيه ليوم الدين، فإن الله جل اسمه يقول: وتزودوا فإن خير الزاد التقوى واتقون يا أولى الألباب. وأوصى إن حدث به حادث الموت الذي حتمه الله عز وجل على العباد أن يبتدئوا بالنظر في غسله وتكفينيه وتحنيطه، وينفق عليه في ذلك من أطيب ماله وأزكاه، ويتولى غسله وتكفينه ومواراته في قبره صالح من إخوانه عارف بالسنة في جهازه إلى ربه عز وجل.
وينظر في تركته وهو يوم كتب وصيته هذا كيت وكيت وكذا وكذا فيخرج السدس من جميعها أو الخمس أو الربع إن شاء وأكثره الثلث فيذكر ما أحب من ذلك فيقسم على أربعة أسهم:
سهم منه يصرف في كفارات وأيمان وعهود ونذور عنه فيبتاع منه خبز نقي ويصرف في كفارات الأيمان عنه إلى عشرة مساكين لكل مسكين منهم مد منه ويكون معه ما يتأدم المسكين به وأدناه الملح، ويصرف في كفارات العهود عنه وأمثالها إلى ستين مسكينا بحسب ما انصرف في كفارة الإيمان لكل مسكين مد من طعام بأدمه فإن اتسع هذا الربع في عدة كفارات صرف على هذا الترتيب وإلا صرف بحسابه.
ويصرف الربع الآخر إلى فلان وفلانة ويذكر من قراباته وذوي أرحامه من لا يستحق ميراثه يحجب من هو أولى منه عنه فيسمي لكل واحد منهم شيئا على حسب ما يراه من مصالحهم.
ويصرف الربع الثالث إلى مستحقي الخمس من مساكين آل الرسول صلى الله عليه وآله وأيتامهم وأبناء سبيلهم.
ويصرف الربع الرابع إلى الفقراء والمساكين من المؤمنين وأيتامهم وأبناء سبيلهم بحسب ما يراه الوصي القائم بوصيته هذه من تفضيل بعضهم على بعض أو تسوية بعضهم ببعض وتخصيص الغائب دون الحاضر أو عموم الجماعة به.