ولايتها أو وفت أمانته فيها فتعدى شيئا من شروطها وليها من أهل الوقف فلان بن فلان وكانت يده فيها ما قوي عليها وأدى الأمانة، فإن ضعف عنها أو تغيرت أمانته فلا ولاية له فيها وتنتقل الولاية عنه إلى غيره من أهل القوة والأمانة، ثم كل قرن صارت هذه الصدقة إليه وليها من ذلك القرن أفضلهم قوة، فإن تغيرت حال أحد ممن وليها بضعف أو قلة أمانة نقلت ولايتها عنه إلى أفضل من عليه هذه الصدقة قوة وأمانة فإن حدث قرن ليس فيهم ذو قوة وأمانة من أهل هذه الصدقة ولاها الحاكم العدل من يحتمل ولايتها بالقوة والأمانة من أقرب الناس رحما إلى موقفها، فإن لم يكن فيهم فمن مواليه وموالي آبائه الذين أنعموا عليهم، فإن لم يكن فيهم من أهل القوة والأمانة أحد جعلها إلى من كان قويا أمينا من المسلمين، وعلى من ولى هذه الصدقة من سائر الناس أن يعمرها ويصلحها ويقوم بجميع ما سمى ووصف في أمرها لا يحل لأحد يؤمن بالله واليوم الآخر أن يغير هذه الصدقة ولا يحولها عن منزلتها ولا يبدل شيئا منها ولا من شروطها ولا يطعن فيها بشئ من وارث ولا سلطان ولا قاض ولا أحد من الناس كلهم حتى يرثها الله الذي له ميراث السماوات والأرض وهو خير الوارثين. فمن غير منها شيئا أو من شروطها أو طعن فيها بشئ يبتغي به توهينها أو تغيير شئ منها فقد باء بإثمه فيها وعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين وقد جعل فلان بن فلان - ويذكر الذي أسند الوقف إليه - جريه ووكيله في حياته ووصيه بعد وفاته في القيام بأمر هذه الصدقة الموقوفة المحدودة الموصوف أمرها في هذا الكتاب وفي إنفاذ ما يخرج الله من غلاتها في أهلها وسبلها المسماة الموصوفة فيه، ووصيته بعد وفاته في جميع ذلك على ما اشترط من قوته وأمانته فليس لقاض من قضاة المسلمين ولا لوال منهم ولا لأحد أن يخرجها من يده ما كان قويا أمينا عليها ولا من يد أحد ممن تصير إليه ولايتها ما أمضي شروطها على واجباتها ولم يغير شيئا منها وقد قبل فلان بن فلان من فلان بن فلان ما ولاه من ذلك وتولى القيام به ودفع فلان بن فلان جميع هذه الأرض الصدقة الموصوفة المحدودة في هذا الكتاب بحدودها كلها وجميع حقوقها إلى فلان بن فلان وقبض ذلك كله فلان بن فلان منه وصار في يده دون فلان بن فلان ودون الناس كلهم بحق الصدقة الموصوف أمرها في هذا الكتاب. شهد الشهود المسمون في هذا الكتاب على فلان بن فلان وفلان بن فلان بجميع ما تضمنه مما سمى ووصفه فيه بعد أن قرئ عليهما بمحضر من الشهود وسمعناه وعرفا جميع ما فيه وأقرا بفهمه وأشهدا على أنفسهما في صحة من
(٣٢)