لرواد العلم من مقومات الاجتهاد، وقد خلف وراءه آثارا فريدة، من مبان للعلم، وحملة للفقه.
قال المحقق آغا بزرگ الطهراني قدس سره: هو الشيخ محمد علي بن الشيخ حسن بن الشيخ محمد الجمالي القابچي الخراساني الكاظمي عالم كبير ومدرس جليل.
كان جده الشيخ محمد ممن له شرف الخدمة في مرقد الإمامين الكاظمين ومن أسرة تعرف ب " آل الجمالي " ظهر فيها بعض أهل الفضل والعلم منهم الشيخ عباس الذي كان مشتغلا في سامراء برهة وفي الكاظمية والنجف أيضا، وكان من قدماء أصدقائنا، وهو والد الدكتور محمد فاضل الجمالي الذي هو من رجال التربية ثم السياسة المعروفين في العراق. كان الشيخ حسن من أجلاء علماء عصره وقد تقدم ذكره في ص 435 وكان له ثلاثة أولاد الميرزا مهدي وهو كبيرهم، والمترجم له وهو الأوسط، والحاج محمد جواد وهو الأصغر. وكلهم من العلوية الجليلة حفيدة العلامة السيد صادق الطباطبائي المعروف بالسنكلجي صاحب المقبرة المشهورة في مشهد عبد العظيم الحسني عليه السلام بالري، كما حدثني به المرحوم المترجم له.
ولد كما أخبرني به نقلا عن خط والده في سامراء في سنة 1309 ه. ونشأ على أبيه الجليل فمال إلى طلب العلم دون أخويه، فلازم خدمة والده سفرا وحضرا، واقتبس من معارفه كثيرا، وأكمل الأوليات في مشهد الرضا عليه السلام، ثم حضر في سطوح الفقه والأصول على السيد آغا حسين القمي والميرزا محمد ابن شيخنا الكاظم الخراساني، وبعثه والده بعد ذلك إلى النجف الأشرف للتكميل فوصل كربلاء في أوائل سنة 1338 وبقي فيها شهرين لازم فيهما بحث الشيخ محمد تقي الشيرازي، ثم هبط النجف فحضر حلقة درس كل واحد من مشاهير علمائها أياما للاختبار، فلم يرق له منها إلا ما كان رجحه له والده وأشار به عليه، وهو درس الحجة الميرزا محمد حسين النائيني، فلازم تمام دروسه في مباحث الأصول والفقه ليلا ونهارا، وكان يكتب تقريرات دروسه كلها، وتقدم في الفضل وسطع نجمه،