لا تكن الا معدا * للمنايا فكأنك ان للموت لسهما * واقعا دونك أو بك فعلى الله توكل * وبتقواه تمسك نحن نجري في أفانين * سكون وتحرك في حلي سوف تبلى * وقيود سوف تفكك وقال في القناعة والاستغناء عن الناس:
ومستعبد اخوانه بثرائه * لبست له كبرا ابر على الكبر إذا ضمني يوما وإياه محفل * رأى جانبي وعرا يزيد على الوعر أخالفه في شكله واجره * على المنطق المنزور والنظر الشزر لقد زادني تيها على الناس انني * أراني أغناهم وان كنت ذا فقر فوالله لا يبدي لساني بحاجة * إلى أحد حتى أغيب في القبر فلا يطمعن في ذاك مني سوقة * ولا ملك الدنيا المحجب في القصر فلو لم ارث فخرا لكان صيانتي * فمي عن سؤال الناس حسبي من الفخر وقال:
عليك بالياس من الناس * ان الغنى ويحك في الياس كم صاحب قد كان لي وامقا * إذ كان في حالات افلاس أقول لو قد نال هذا الغنى * اقعدني حبا على الرأس حتى إذا صار إلى ما اشتهى * وعده الناس من الناس قطع بالقنطير (1) حبل الصفا * مني ولما يرضى بالفأس وقال:
يا نفس خافي الله واتئدي * واسعى لنفسك سعي مجتهد من كان جمع المال همته * لم يخل من غم ومن كمد يا طالب الدنيا ليجمعها * جمحت بك الآمال فاقتصد واراك تركب ظهر مطمعة * تطوي بها بلدا إلى بلد لو لم تكن لله متهما * لم تمس محتاجا إلى أحد فاقصد فلست بمدرك املا * الا بعون الواحد الصمد والقصد أحسن ما عملت به * فاسلك سبيل الخير واجتهد ولقل من يشجى بغصته * الا ذوو الآمال والعدد ولرب ساع فات مطلبه * لم يؤت من حزم ولا جلد ومشمر في الرزق خطوته * ظفرت يداه بمرتع رغد أوما ترى الآجال راصدة * لتحول بين الروح والجسد وإذا المنية أممت أحدا * لم تنصرف عنه ولم تحد لو أن دون النفس واقية * لفديتها بالمال والولد يا من أقام على خطيئته * سدت عليك مذاهب الرشد منتك نفسك ان تتوب غدا * أوما تخاف الموت دون غد الموت ضيف فاستعد له * قبل النزول بأفضل العدد واعمل لدار أنت جاعلها * دار المقامة آخر الأمد يا نفس موردك الصراط غدا * فتأهبي من قبل ان تردي ما حجتي يوم الحساب إذا * شهدت على بما جنيت يدي وقال:
ان مع اليوم فانظرن غدا * فانظر بما ينقضي مجئ غده ما ارتد طرف امرئ بلذته * الا وشئ يموت من جسده وقال:
متى ترضى من الدنيا بشئ * إذا لم ترضى منها بالمزاج ألم تر جوهر الدنيا المصفى * ومخرجه من البحر الأجاج وقال:
ما محل لعل طرفك لا يرتد * حتى تجوزه بمحل يا نعيم الدنيا خلطت علينا * انا مستقبل وأنت مول وقال:
كل على الدنيا له حرص * والجادثات وثوبها غفص ليد المنية في تلمسها * عن ذخر كل نفيسة فحص وكان من وارته حفرته * لم يبد منه لناظر شخص تبغي من الدنيا زيادتها * وزيادة الدنيا هي النقص وقال:
لا تأمن الموت في طرف ولا نفس * وان تمتعت بالحجاب والحرس فما تزال سهام الموت نافذة * في جنب مدرع منها ومحترس أراك لست بوقاف ولا حذر * كالحاطب الخابط الشجراء في الغلس ترجو النجاة ولم تسلك مسالكها * ان السفينة لا تجري على اليبس وقال:
طوتك خطوب دهرك بعد نشر * كذاك خطوبه نشرا وطيا وكانت في حياتك لي عظات * وأنت اليوم أوعظ منك حيا وقال:
الا تأتي القبور صباح يوم * فتسمع ما تخبرك القبور فان سكونها حرك تنادي * كان بطون غائبها ظهور وقال:
يا بني النقص والعبر * وبني الضعف والخور وبني البعد في الطباع * على القرب في الصور والشكول التي تباين * في الطول والقصر احتساء من الحرام * وختما على الصرر أين من كان قبلكم * من ذوي الباس والخطر سائلوا عنهم المدائن * واستبحثوا الخبر سبقونا إلى الرحيل * وانا على الأثر من مضى عبرة لنا * وغدا نحن معتبر ان للموت اخذة القصور إلى * تسبق اللمح بالبصر فكأني بكم غدا * في ثياب من المدر قد نقلتم من القصور * إلى ظلمة الحفر حيث لا تضرب القباب * عليكم ولا الحجر حيث لا تظهرون فيه * للهو ولا سمر رحم الله مسلما * ذكر الله فازدجر غفر الله ذنب من * خاف فاستشعر الحذر