ويا رب حزم في التراب ونجدة * ويا رب رأي في التراب وثيق فقل لمقيم الدار انك ظاهر * إلى منزل نائي المحل سحيق وما الناس الا هالك وابن هالك * وذو نسب في الهالكين عريق إذا امتحن الدنيا لبيب تكشفت * له عن عدو في ثياب صديق وقال:
ان يكن ساءك دهر * فلما سرك أكثر يا كبير الذنب عفو * الله من ذنبك أكبر أكبر العصيان في * أصغر عفو الله يصغر ليس للانسان الا * ما قضى الله وقدر ليس للمخلوق * تدبير بل الله المدبر وقال:
أيها الغافل المقيم على اللهو (1) * ولا عذر في المعاد للاه (2) لا بأعمالنا نطيق خلاصا * يوم تبدو السمات فوق الجباه غير اني على الإساءة والتفريط * راج لحسن عفو الاله وقال كما في تاريخ دمشق:
لا أعير الدهر سمعا * ان يعيبوا لي حبيبا لا ولا احفظ عندي * لللأخلاء العيوبا قال وقال أبو شراعة للرياشي ان أبا العباس الأعرج قد هجاك فقال:
ان الرياشي عباسا تعلم بي * حوك القصيد وهذا أعجب العجب يهدي لي الشعر حينا من سفاهته * كالتمر يهدى لذات الليف والكرب فقال الرياشي: ألا رددتم عليه أما سمعتم قول أبي نواس وذكر البيتين وقال أبو نواس:
خل جنبيك لرام * وامض عنه بسلام مت بداء الصمت خير * لك من داء الكلام ربما استفتحت * بالمزح مغاليق الحمام رب لفظ ساق * آجال فئام وفئام انما العاقل من ألجم * فاه بلجام فالبس الناس على * الصحة منهم والسقام وعليك القصد ان * القصد أبقى للجمام شبت يا هذا وما * تترك اخلاق الغلام والمنايا آكلات * شاربات للأنام وفي تاريخ دمشق ان بشار بن موسى الخفاف مر له حديث فقيل له ان يحيى بن معين ينكر هذا الحديث فقال ترى ما شذ على يحيى من الحديث من ربعه خمسه سدسه حتى بلغ عشره ثم قال تدرون ما كان يقول عندنا ظريف يقال له الحسن بن هانئ وانشد هذه الأبيات ثم قال نعم الموعد نلتقي انا ويحيى انتهى وقال أبو نواس وفيه ذم الكبر:
لا تفرع النفس من شغل بدنياها * رأيتها لم ينلها من تمناها انا لننفس في دنيا مولية * ونحن قد نكتفي منها بادناها حذرتك الكبر لا يعلقك ميسمه * فإنه ملبس نازعته الله يا بؤس جلد على عظم مخرقة * فيه الخروق إذا كلمته تاها يرى عليك به فضلا يبين به * ان نال في العاجل السلطان والجاها مثن على نفسه راض بسيرتها * كذبت يا خادم الدنيا ومولاها اني لامقت نفسي عند نخوتها * فكيف آمن مقت الله إياها أنت اللئيم الذي لم تعد همته * ايثار دنيا إذا نادته لباها يا راكب الذنب قد شابت مفارقه * أما تخاف من الأيام عقباها في تاريخ بغداد: دخل أبو عمر الضرير على بعض الوزراء فاستخف بحقه فكتب اليه إذا تفرغت للنظر في كتب جدك وجدت فيها قول الحسن بن هانئ حذرتك الكبر البيت والذي بعده وإذا نشطت للنظر في كتاب أحمد بن سيار إلى بعض الولاة رأيت فيه:
لا تشرهن فان الذل في الشره * والعز في الحلم لا في الطيش والسفه وقل لمغتبط في التيه من حمق * لو كنت تعلم ما في التيه لم تته وكتب على دفتر في دكان وراق كما في تاريخ دمشق:
سبحان من خلق الخلق * من ضعيف مهين يسوقه من قرار * إلى قرار مكين يحور شيئا فشيئا * في الحجب دون العيون حتى بدت حركاتي * مخلوقة من سكون وقال كما في تاريخ دمشق:
نموت ونبلى غير أن ذنوبنا * إذا نحن متنا لا تموت ولا تبلى الا رب ذي عينين لا تنفعانه * وهل تنفع العينان من قلبه أعمى وقال كما في تاريخ بغداد:
لو أن عينا وهمتها نفسها * يوم الحساب ممثلا لم تطرف سبحان ذي الملكوت اية ليلة * مخضت صبيحتها بيوم الموقف كتب الفناء على البرية ربها * فالناس بين مقدم ومخلف وقال:
أخي ما بال قلبك ليس ينقى * كأنك لا تظن الموت حقا الا يا ابن الذين فنوا وماتوا * اما والله ما ماتوا لتبقي وما لك فاعلمن بها مقام * إذا استكملت آجالا ورزقا وما لك غير ما قدمت زاد * إذا جعلت إلى اللهوات ترقى وما أحد بزادك منك احظى * وما أحد بزادك منك أشقى وقال:
وعظتك واعظة القتير * ونهتك أبهة الكبير ورددت ما كنت استعت * من الشباب إلى المعير وقال: أنت للمال إذا امسكته * فإذا أنفقته فالمال لك وقال: كن مع الله يكن لك * واتق الله لعلك