ظرف الوجودات، ولا معنى لاتصافه بالأعدام، إلا الأعدام التي تقع حذاء الملكات، وهي في الحقيقة قوة الوجودات، كما أشير إليه في السابق (1).
فكون الانسان متلونا بلون الصلاة، لا يجتمع مع تلونه بلون فعل الإزالة، ولكن يكفي لعروض اللون الثاني صدق " أنه ليس متلونا بلون الصلاة " ولا يعتبر كونه متلونا بلون عدم الصلاة في تلونه بلون فعل الإزالة.
وإن شئت قلت: لا يعتبر إرادة ترك الصلاة في تحقق إرادة فعل الإزالة، بل يكفي عدم إرادة فعل الصلاة لحصول تلك الإرادة. وهذا هو العدم الصرف الذي لا محكي له في الخارج، ولا يمكن أن يتخيل مقدمية ذلك، لأنه لا شئ محض، ومن الاختراعات النفسانية، على الوجه المحرر في كتابنا " القواعد الحكمية " (2).
فما اشتهر: " أن ترك الصلاة مقدمة " (3) إن أريد منه أن إرادة ترك الصلاة لازمة، فهو واضح المنع.
وإن أريد عدم إرادة فعل الصلاة، بأن لا يكون المكلف متلونا باللون الصلاتي، فهو اعتبار صحيح، ولكنه ليس مقدمة، ولا يعقل مقدميته، لأنه القضية السالبة المحصلة الصادقة حتى في ظرف انتفاء موضوعها.
ولعمري، إن من ألف هذا البرهان من هذه المقدمة (4)، كان ينظر إلى الإطلاقات العرفية، غفلة عن أن الحقائق الحكمية، لا تقتنص من تلك الإطلاقات،