لان يكون مقيدا شرعا، وكفاية اكتفاء الشارع بذلك عن التصريح بتقييد المتعلق بالقدرة، ومع هذه الصلاحية كيف يجوز التمسك باطلاق المتعلق على عدم اخذ القدرة قيدا له؟
واما ثالثا: فلان التمسك بالاطلاق في رفع ما شك في قيديته في سائر المقامات انما هو لأجل مقدمات الحكمة، التي منها لزوم نقض الغرض، وايقاع المكلف في خلاف الواقع، لو كان المشكوك في الواقع قيدا، فمن عدم بيانه نستفيد انه لم يكن في الواقع قيدا. وهذا البيان في المقام لا يتمشى لان المتعلق لو كان في الواقع مقيدا بالقدرة وكانت القدرة لها دخل في ملاكه لم يلزم من اهمال ذكر القدرة نقض الغرض ولا ايقاع المكلف في خلاف الواقع لأنه لا يمكنه فعل غير المقدور حتى يقع في خلاف الواقع. فلا مجال ح للتمسك بالاطلاق لعدم قيدية القدرة.
وهذا الاشكال يرد على كلا المسلكين في كيفية اعتبار القدرة، من كونها من مقتضيات الخطاب كما هو الحق عندنا، أو كونها من باب حكم العقل بقبح مطالبة العاجز، لان مقدمات الحكمة لا تجرى على كل تقدير.
ولا يخفى عليك: ان هذا الاشكال يوجب هدم أساس ما قلناه من صحة الضد إذا كان عبادة بالملاك كما عليه بعض الاعلام، أو بالامر الترتبي كما هو الحق عندنا، لأنه لا طريق لنا إلى استكشاف الملاك واشتمال الصلاة مثلا على المصلحة الا من ناحية اطلاق الامر وعدم تقييد المتعلق بالقدرة، فلو لم يكن للامر اطلاق كما حرر في وجه الاشكال، فمن أين يمكن استفادة الملاك في صورة سقوط الامر للمزاحمة؟ حتى نقول ان سقوط الامر لا يوجب سقوط الملاك فتصح العبادة به أو بالامر الترتبي.
وبالجملة: بعد تقييد المتعلق بالقدرة، أو احتمال تقييده - على اختلاف وجوه تقرير الاشكال، حيث إن على بعض وجوهه يوجب التقييد، كما هو مقتضى الوجه الأول، وعلى بعض وجوهه يحتمل التقييد كما هو مقتضى الوجهين الأخيرين - لا يمكن دعوى بقاء الملاك عند سقوط الامر بالمزاحمة.
ولعله لأجل ذلك حكى عن صاحب الجواهر: المنع عن ثبوت الملاك، بعد