إليه عند الحوائج والشدائد كل مخلوق عند انقطاع الرجاء من جميع من هو دونه، وتقطع الأسباب من كل من سواه، وذلك أن كل مترئس في هذه الدنيا ومتعظم فيها وإن عظم غناؤه وطغيانه وكثرت حوائج من دونه إليه فإنهم سيحتاجون حوائج لا يقدر عليها هذا المتعاظم، وكذلك هذا المتعاظم يحتاج حوائج لا يقدر عليها، فينقطع إلى الله عند ضرورته وفاقته، حتى إذا كفى همه عاد إلى شركه (1).
1072 - إثبات الصانع (3) قانون العلية الكتاب * (أم خلقوا من غير شئ أم هم الخالقون * أم خلقوا السماوات والأرض بل لا يوقنون) * (2).
- الإمام علي (عليه السلام): كل صانع شئ فمن شئ صنع، والله لا من شئ خلق ما صنع (3).
- الإمام الباقر (عليه السلام) - وقد سأله رجل من علماء أهل الشام:... فالشئ خلقه من شئ أو من لا شئ؟ -: خلق الشئ لا من شئ كان قبله، ولو خلق الشئ من شئ، إذا لم يكن له انقطاع أبدا، ولم يزل الله إذا ومعه شئ، ولكن كان الله ولا شئ معه (4).
- الإمام الصادق (عليه السلام) - من مناظرته زنديقا، قال الزنديق: من أي شئ خلق الأشياء؟ -: لا من شئ، فقال: كيف يجئ من لا شئ، شئ؟
قال (عليه السلام): إن الأشياء لا تخلو أن تكون خلقت من شئ أومن غير شئ، فإن كانت خلقت من شئ كان معه فإن ذلك الشئ قديم، والقديم لا يكون حديثا ولا يفنى ولا يتغير، ولا يخلو ذلك الشئ من أن يكون جوهرا واحدا ولونا واحدا، فمن أين جاءت هذه الألوان المختلفة والجواهر الكثيرة الموجودة في هذا العالم من ضروب شتى؟. ومن أين جاء الموت إن كان الشئ الذي أنشئت منه الأشياء حيا؟ أو من أين جاءت الحياة إن كان ذلك الشئ ميتا؟ ولا يجوز أن يكون من حي وميت قديمين لم يزالا، لأن الحي لا يجئ منه ميت وهو لم يزل حيا، ولا يجوز أيضا أن يكون الميت قديما لم يزل بما هو به من الموت، لأن الميت لا قدرة له ولا بقاء. قال: من أين قالوا...
قال (عليه السلام): إن الأشياء تدل على حدوثها من دوران الفلك بما فيه... وتحرك الأرض ومن عليها، وانقلاب الأزمنة، واختلاف الوقت والحوادث التي تحدث في العالم من زيادة ونقصان وموت وبلى، واضطرار النفس إلى الإقرار بأن لها صانعا ومدبرا، أما ترى الحلو يصير حامضا، والعذب مرا، والجديد باليا، وكل إلى تغير وفناء (5).
- عنه (عليه السلام) - وقد سئل عن الدليل على الواحد؟ -: ما بالخلق من الحاجة (6).