نهيتكم عن الحكومة فأبيتم، ثم الآن تجعلونها ذنبا! أما إنها ليست بمعصية ولكنها عجز من الرأي وضعف في التدبير، وقد نهيتكم عنه. فقال زرعة: أما والله لئن لم تتب من تحكيمك الرجال لأقتلنك، أطلب بذلك وجه الله ورضوانه، فقال علي (عليه السلام): بؤسا لك ما أشقاك! كأني بك قتيلا تسفي عليك الرياح! قال زرعة: وددت أنه كان ذلك (1).
- الإمام علي (عليه السلام): فأجمع رأي ملئكم على أن اختاروا رجلين، فأخذنا عليهما أن يجعجعا عند القرآن ولا يجاوزاه، وتكون ألسنتهما معه وقلوبهما تبعه، فتاها عنه، وتركا الحق وهما يبصرانه (2).
- عنه (عليه السلام): أصابكم حاصب، ولا بقي منكم آثر (آبر - خ ل)، أبعد إيماني بالله وجهادي مع رسول الله (صلى الله عليه وآله) أشهد على نفسي بالكفر؟! لقد ضللت إذا وما أنا من المهتدين، فاوبوا شر مآب وارجعوا على أثر الأعقاب.
أما إنكم ستلقون بعدي ذلا شاملا، وسيفا قاطعا، وأثرة يتخذها الظالمون فيكم سنة (3).
(انظر) شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد: 2 / 164، 206، 8 / 102، 17 / 12، نهج السعادة: 2 / 325، 338، 340، 341، 345، 356، 368، 375، 392.
1011 - إخبار الإمام بمصير الخوارج - الإمام علي (عليه السلام) - في حرب الخوارج -:
مصارعهم دون النطفة، والله لا يفلت منهم عشرة، ولا يهلك منكم عشرة (4).
قال ابن أبي الحديد: هذا الخبر من الأخبار التي تكاد تكون متواترة، لاشتهاره ونقل الناس كافة له، وهو من معجزاته وأخباره المفصلة عن الغيوب.
- أبو سليمان المرعش: لما سار علي إلى النهروان سرت معه فقال علي: والذي فلق الحبة وبرأ النسمة، لا يقتلون منكم عشرة ولا يبقى منهم عشرة. فلما سمع الناس ذلك حملوا عليهم فقتلوهم (5).
- الإمام علي (عليه السلام): احملوا عليهم، فوالله لا يقتل منكم عشرة، ولا يسلم منهم عشرة. فحمل عليهم فطحنهم طحنا، قتل من أصحابه (عليه السلام) تسعة، وأفلت من الخوارج ثمانية (6).
1012 - تسمية الخوارج بالحرورية - أبو العباس: وسبب تسميتهم الحرورية أن عليا (عليه السلام) لما ناظرهم - بعد مناظرة ابن عباس