أقول: في تفسير علي بن إبراهيم: * (أمة واحدة) * قال: على مذهب واحد (1).
وفي تفسير الميزان: الأمة جماعة يجمعها مقصد واحد، والخطاب في الآية - على ما يشهد به سياق الآيات - خطاب عام يشمل جميع الأفراد المكلفين من الإنسان، والمراد بالأمة النوع الإنساني الذي هو نوع واحد، وتأنيث الإشارة في قوله: * (هذه أمتكم) * لتأنيث الخبر.
والمعنى: أن هذا النوع الإنساني أمتكم معشر البشر وهي أمة واحدة وأنا - الله الواحد عز اسمه - ربكم إذ ملكتكم ودبرت أمركم فاعبدوني لا غير... (2).
1045 - الحث على نبذ الاختلاف الكتاب * (واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا واذكروا نعمة الله عليكم إذ كنتم أعداء فألف بين قلوبكم فأصبحتم بنعمته إخوانا) * (3).
- الإمام الحسن (عليه السلام): إنه لم يجتمع قوم قط على أمر واحد إلا اشتد أمرهم واستحكمت عقدتهم، فاحتشدوا في قتال عدوكم معاوية وجنوده ولا تخاذلوا (4).
- الإمام علي (عليه السلام): والزموا السواد الأعظم، فإن يد الله مع الجماعة، وإياكم والفرقة، فإن الشاذ من الناس للشيطان، كما أن الشاذ من الغنم للذئب (5).
- عنه (عليه السلام): ليردعكم الإسلام ووقاره عن التباغي والتهاذي، ولتجتمع كلمتكم، والزموا دين الله الذي لا يقبل من أحد غيره، وكلمة الإخلاص التي هي قوام الدين (6).
1046 - آثار الاختلاف - الإمام علي (عليه السلام): احذروا ما نزل بالأمم قبلكم من المثلاث بسوء الأفعال وذميم الأعمال، فتذكروا في الخير والشر أحوالهم، واحذروا أن تكونوا أمثالهم.
فإذا تفكرتم في تفاوت حاليهم فالزموا كل أمر لزمت العزة به شأنهم (حالهم - خ ل)، وزاحت الأعداء له عنهم، ومدت العافية به عليهم، وانقادت النعمة له معهم، ووصلت الكرامة عليه حبلهم من الاجتناب للفرقة، واللزوم للألفة، والتحاض عليها، والتواصي بها. واجتنبوا كل أمر كسر فقرتهم، وأوهن منتهم، من تضاغن القلوب، وتشاحن الصدور، وتدابر النفوس، وتخاذل الأيدي. وتدبروا أحوال الماضين من المؤمنين قبلكم... فانظروا كيف كانوا حيث