قوة الغضب عن الاعتدال إلى طرف الزيادة سمي ذلك تهورا، وإن مالت إلى الضعف والنقصان سمي ذلك جبنا وخورا. وإن مالت قوة الشهوة إلى طرف الزيادة سمي شرها، وإن مالت إلى النقصان سمي خمودا، والمحمود هو الوسط وهو الفضيلة، والطرفان رذيلتان مذمومتان.
والعدل إذا فات فليس له طرفان زيادة ونقصان بل له ضد واحد وهو الجور.
وأما الحكمة فيسمى إفراطها عند الاستعمال في الأغراض الفاسدة خبا وجربزة، ويسمى تفريطها بلها، والوسط هو الذي يختص باسم الحكمة.
فإذا أمهات الأخلاق وأصولها أربعة: الحكمة والشجاعة والعفة والعدل... فمن اعتدال هذه الأصول الأربعة تصدر الأخلاق الجميلة كلها (1).
أقول: الأصل في هذا التفصيل ما قال أمير المؤمنين (عليه السلام) في الحديث التالي:
- الإمام علي (عليه السلام): الفضائل أربعة أجناس، أحدها: الحكمة وقوامها في الفكرة، والثاني:
العفة وقوامها في الشهوة، والثالث: القوة وقوامها في الغضب، والرابع: العدل وقوامها في اعتدال قوى النفس (2).
1106 - قيمة الأخلاق - الإمام الصادق (عليه السلام): الخلق منيحة يمنحها الله عز وجل خلقه، فمنه سجية ومنه نية، قلت:
فأيتهما أفضل؟ فقال: صاحب السجية هو مجبول لا يستطيع غيره، وصاحب النية هو الذي يصبر على الطاعة تصبرا، فهو أفضلهما (3).
- رسول الله (صلى الله عليه وآله): الأخلاق منائح من الله عز وجل فإذا أحب عبدا منحه خلقا حسنا، وإذا أبغض عبدا منحه خلقا سيئا (4).
- الإمام علي (عليه السلام): حسن الأخلاق برهان كرم الأعراق (5).
- عنه (عليه السلام): أطهر الناس أعراقا أحسنهم أخلاقا (6).
(انظر) المحجة البيضاء: 5 / 99 - 103.
1107 - معالي الأخلاق - الإمام علي (عليه السلام): روضوا أنفسكم على الأخلاق الحسنة، فإن العبد المسلم يبلغ بحسن خلقه درجة الصائم القائم (7).
- عنه (عليه السلام): تنافسوا في الأخلاق الرغيبة، والأحلام العظيمة، والأخطار الجليلة، يعظم لكم الجزاء (8).
- عنه (عليه السلام): إن كنتم لا محالة متنافسين فتنافسوا في الخصال الرغيبة وخلال المجد (9).