799 - التحريف الكتاب * (من الذين هادوا يحرفون الكلم عن مواضعه) * (1).
* (فبما نقضهم ميثاقهم لعناهم وجعلنا قلوبهم قاسية يحرفون الكلم عن مواضعه) * (2).
* (سماعون للكذب سماعون لقوم آخرين لم يأتوك يحرفون الكلم من بعد مواضعه) * (3).
* (أفتطمعون أن يؤمنوا لكم وقد كان فريق منهم يسمعون كلام الله ثم يحرفونه من بعد ما عقلوه وهم يعلمون) * (4).
* (وأنزلنا إليك الكتاب بالحق مصدقا لما بين يديه من الكتاب ومهيمنا عليه) * (5).
* (إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون) * (6).
أقول: قال العلامة الطباطبائي في الميزان:
فقد تبين مما فصلناه أن القرآن الذي أنزله الله على نبيه (صلى الله عليه وآله)، ووصفه بأنه ذكر محفوظ على ما انزل، مصون بصيانة إلهية عن الزيادة والنقيصة والتغيير كما وعد الله نبيه فيه.
وخلاصة الحجة: أن القرآن أنزله الله على نبيه ووصفه في آيات كثيرة بأوصاف خاصة، لو كان تغير في شئ من هذه الأوصاف بزيادة أو نقيصة، أو تغيير في لفظ أو ترتيب مؤثر، فقد آثار تلك الصفة قطعا، لكنا نجد القرآن الذي بأيدينا واجدا لآثار تلك الصفات المعدودة على أتم ما يمكن و أحسن ما يكون، فلم يقع فيه تحريف يسلبه شيئا من صفاته، فالذي بأيدينا منه هو القرآن المنزل على النبي (صلى الله عليه وآله) بعينه، فلو فرض سقوط شئ منه أو تغير في إعراب، أو حرف، أو ترتيب، وجب أن يكون في أمر لا يؤثر في شئ من أوصافه كالإعجاز وارتفاع الاختلاف والهداية والنورية والذكرية والهيمنة على سائر الكتب السماوية إلى غير ذلك، وذلك كآية مكررة ساقطة، أو اختلاف في نقطة، أو إعراب ونحوها...
ويدل على عدم وقوع التحريف: الأخبار الكثيرة المروية عن النبي (صلى الله عليه وآله) - من طرق الفريقين - الآمرة بالرجوع إلى القرآن عند الفتن وفي حل عقد المشكلات.
وكذا حديث الثقلين المتواتر من طريق الفريقين:
إني تارك فيكم الثقلين كتاب الله وعترتي...
وكذا الأخبار الواردة عن النبي (صلى الله عليه وآله) وأئمة أهل البيت (عليهم السلام) الآمرة بعرض الأخبار على الكتاب... (7).