كطوافك مع المسلمين بنفسك حول البيت.
وهرول هرولة من هواك، وتبريا من جميع حولك وقوتك.
فاخرج من غفلتك وزلاتك بخروجك إلى منى، ولا تتمن ما لا يحل لك ولا تستحقه.
واعترف بالخطايا بعرفات، وجدد عهدك عند الله بوحدانيته.
وتقرب إلى الله ذا ثقة (1) بمزدلفة.
واصعد بروحك إلى الملأ الأعلى بصعودك إلى الجبل.
واذبح حنجرتي الهوى والطمع عند الذبيحة.
وارم الشهوات والخساسة والدناءة والافعال الذميمة عند رمي الجمرات.
واحلق العيوب الظاهرة والباطنة بحلق رأسك.
وادخل في أمان الله وكنفه وستره وكلاءته من متابعة مرادك بدخولك الحرم.
وزر البيت متحققا لتعظيم صاحبه ومعرفة جلاله وسلطانه.
واستلم الحجر رضا بقسمته وخضوعا لعزته.
وودع ما سواه بطواف الوداع.
وصف روحك وسرك للقاء الله يوم تلقاه بوقوفك على الصفاء.
وكن ذا مروة من الله تقيا أوصافك عند المروة.
واستقم على شرط حجك هذا ووفاء عهدك الذي عاهدت به مع ربك وأوجبته إلى يوم القيامة (2).
704 - أدب الإحرام - مالك بن أنس: حججت مع الصادق (عليه السلام) سنة، فلما استوت به راحلته عند الإحرام كان كلما هم بالتلبية انقطع الصوت في حلقه، وكاد يخر من راحلته، فقلت: قل يا بن رسول الله! ولابد لك من أن تقول، فقال (عليه السلام): يا بن أبي عامر! كيف أجسر أن أقول: لبيك اللهم لبيك، وأخشى أن يقول عز وجل [لي]: لا لبيك ولا سعديك!! (3).
- الإمام الصادق (عليه السلام): إذا اكتسب الرجل مالا من غير حله ثم حج فلبى، نودي: لا لبيك ولا سعديك، وإن كان من حله فلبى نودي: لبيك وسعديك (4).
- رسول الله (صلى الله عليه وآله): من حج بمال حرام فقال:
لبيك اللهم لبيك، قال الله له: لا لبيك ولا سعديك، حجك مردود عليك! (5).
- الإمام الرضا (عليه السلام): إنما أمروا بالإحرام ليخشعوا قبل دخولهم حرم الله وأمنه، ولئلا يلهوا ويشتغلوا بشئ من أمور الدنيا وزينتها ولذاتها، ويكونوا جادين فيما هم فيه، قاصدين