بأحد من خلقه (1).
- عنه (عليه السلام): مبتدع الخلائق بعلمه، ومنشئهم بحكمه، بلا اقتداء ولا تعليم، ولا احتذاء لمثال صانع حكيم، ولا إصابة خطأ، ولا حضرة ملأ (2).
- الإمام الباقر (عليه السلام): إن الله تبارك وتعالى...
خلق الأشياء لا من شئ، ومن زعم أن الله تعالى خلق الأشياء من شئ فقد كفر، لأنه لو كان ذلك الشئ الذي خلق منه الأشياء قديما معه في أزليته وهويته كان ذلك الشئ أزليا (3).
(انظر) الخالق: باب 1071.
1056 - خلق السماوات - الإمام علي (عليه السلام): فمن شواهد خلقه خلق السماوات موطدات بلا عمد، قائمات بلا سند، دعاهن فأجبن طائعات مذعنات غير متلكئات ولا مبطئات، ولولا إقرارهن له بالربوبية وإذعانهن بالطواعية لما جعلهن موضعا لعرشه، ولا مسكنا لملائكته، ولا مصعدا للكلم الطيب والعمل الصالح من خلقه، جعل نجومها أعلاما يستدل بها الحيران في مختلف فجاج الأقطار، لم يمنع ضوء نورها ادلهمام سجف الليل المظلم، ولا استطاعت جلابيت سواد الحنادس أن ترد ما شاع في السماوات من تلألؤ نور القمر (4).
- عنه (عليه السلام): ونظم بلا تعليق رهوات فرجها، ولاحم صدوع انفراجها، وشج بينها وبين أزواجها، وذلل للهابطين بأمره، والصاعدين بأعمال خلقه، حزونة معراجها، وناداها بعد إذ هي دخان فالتحمت (فالتجمت - خ ل) عرى أشراجها، وفتق بعد الارتتاق صوامت أبوابها، وأقام رصدا من الشهب الثواقب على نقابها، وأمسكها من أن تمور في خرق الهواء بأيده، (بائدة، رائدة - خ ل)، وأمرها أن تقف مستسلمة لأمره.
وجعل شمسها آية مبصرة لنهارها، وقمرها آية ممحوة من ليلها، وأجراهما في مناقل مجراهما، وقدر سيرهما (مسيرهما - خ ل) في مدارج درجهما، ليميز بين الليل والنهار بهما، وليعلم عدد السنين والحساب بمقاديرهما.
ثم علق في جوها فلكها، وناط بها زينتها من خفيات دراريها، ومصابيح كواكبها، ورمى مسترقي السمع بثواقب شهبها، وأجراها على أذلال تسخيرها من ثبات ثابتها، ومسير سائرها، وهبوطها وصعودها (معودها - خ ل) ونحوسها وسعودها (5).
1057 - السماوات السبع الكتاب * (الله الذي خلق سبع سماوات ومن الأرض مثلهن