من يعدل إذا لم أعدل؟! - أو عند من يلتمس العدل بعدي؟! - ثم قال: يوشك أن يأتي قوم مثل هذا يسألون كتاب الله وهم أعداؤه، يقرأون كتاب الله ولا يحل حناجرهم، محلقة رؤوسهم، فإذا خرجوا فاضربوا رقابهم (1).
1009 - إخبار النبي عن الحكمين - رسول الله (صلى الله عليه وآله): إن بني إسرائيل اختلفوا، فلم يزل اختلافهم بينهم حتى بعثوا حكمين، فضلا وأضلا، وإن هذه الأمة ستختلف فلا يزال اختلافهم بينهم حتى يبعثوا حكمين ضلا وضل من اتبعهما (2).
1010 - احتجاج الإمام في أمر الحكمين - الإمام علي (عليه السلام) - وقد قام إليه رجل من أصحابه فقال: نهيتنا عن الحكومة ثم أمرتنا بها، فلم ندر أي الأمرين أرشد؟ فصفق (عليه السلام) إحدى يديه على الأخرى ثم قال -: هذا جزاء من ترك العقدة، أما والله لو أني حين أمرتكم به حملتكم على المكروه الذي يجعل الله فيه خيرا، فإن استقمتم هديتكم، وإن اعوججتم قومتكم، وإن أبيتم تداركتكم، لكانت الوثقى، ولكن بمن وإلى من؟ (3).
- عنه (عليه السلام) - للخوارج وقد خرج إلى معسكرهم وهم مقيمون على إنكار الحكومة -: ألم تقولوا عند رفعهم المصاحف حيلة وغيلة ومكرا وخديعة:
إخواننا وأهل دعوتنا، استقالونا واستراحوا إلى كتاب الله سبحانه، فالرأي، القبول منهم، والتنفيس عنهم، فقلت لكم: هذا أمر ظاهره إيمان، وباطنه عدوان، أوله رحمة، وآخره ندامة (4).
- عنه (عليه السلام) - لما حكم الحكمين قالت له الخوارج: حكمت رجلين؟ -: ما حكمت مخلوقا، إنما حكمت القرآن (5).
- عنه (عليه السلام): وقد كنت نهيتكم عن هذه الحكومة فأبيتم علي إباء المنابذين (المخالفين - خ ل) حتى صرفت رأيي إلى هواكم، وأنتم معاشر أخفاء الهام، سفهاء الأحلام، ولم آت - لا أبا لكم - بجرا، ولا أردت لكم ضرا (6).
- ذكر أبو جعفر محمد بن جرير الطبري في " التاريخ " أن عليا (عليه السلام) لما دخل الكوفة دخلها معه كثير من الخوارج، وتخلف منهم بالنخيلة وغيرها خلق كثير لم يدخلوها، فدخل حرقوص بن زهير السعدي وزرعة بن البرج الطائي - وهما من رؤوس الخوارج - على علي (عليه السلام)، فقال له حرقوص: تب من خطيئتك، واخرج بنا إلى معاوية نجاهده، فقال له علي (عليه السلام): إني كنت