هذا الفن، لان الحديث إنما يكتسب الأوصاف من القوة والضعف وغيرها من الأوصاف، إما بحسب أوصاف الرواة من العدالة أو الضبط وعدمها، أو بحسب الاسناد من الاتصال والانقطاع والاضطراب والارسال.
وعرف السند بعضهم: (بأنه الاخبار عن طريق المتن (1)، وليس بجيد، لان ذلك هو الاسناد في الحقيقة لا السند، لان الاسناد عندهم: (رفع الحديث إلى قائله) (2) وهو عبارة أخرى عن ذلك التعريف، اللهم الا ان يكون الاسناد والسند عند هذا المعرف.
وليسا كذلك، فان السند، طريق المتن، والاسناد: رفع الحديث إلى قائله.
نعم، قد يطلق الاسناد على السند، فيقال: إسناد هذا الحديث صحيح مثلا، وذلك من جهة أن المتن إذا ورد فلا بد له من طريق موصل إلى قائله، فهذا الطريق له اعتباران:
فباعتبار كونه سندا ورائده معتمدا في الصحة والضعف - مثلا - يسمى سندا، وباعتبار تضمنه رفع الحديث إلى قائله يسمى اسنادا. فتدبر.