ثم اعلم أن المدح إن جاء في أصحابنا أفاد الحديث حسنا، وعد حسنا، وإن جاء في غيرهم أفاد قوة.
تذييل اعلم أن بعض العامة، كالذهبي في مقدمة الميزان، والحافظ العراقي في الألفية، قد رتبا تلك الألفاظ على نمط قد استحسنه جمع ممن تأخر عنهما، منهم قال:
(ألفاظ التعديل مراتب، أعلاها (ثقة)، أو (متقن)، أو (ثبت) أو (حجة)، أو (عدل حافظ) أو (ضابط).
الثانية: (صدوق)، أو (محله الصدق)، أو (كان مأمونا) أو (خيرا)، و (لا بأس به)، أو (هو ممن يكتب حديثه وينظر فيه)، فهي المرتبة الثانية فإن هذه العبارات لا تشعر بالضبط، لكن يعتبر حديثه.
وعن بعضهم إنك إذا قلت (لا بأس به) فهو ثقة.
الثالثة: (شيخ، فيكتب حديثه وينظر فيه).
الرابعة: (صالح الحديث) (يكتب للاعتبار)).
انتهى.
وقال ابن حجر وهو من محققيهم من المتأخرين:
(مراتب التعديل (1): أرفعها الوصف (2) بما دل على المبالغة (3)، وأصرح ذلك التعبير بأفعل ك (أوثق) (4) الناس، أو (أثبت الناس)، أو (إليه المنتهى في التثبت)، (أي في الرواية والضبط والحفظ) (5).