ومن تتبع كتب المحصلين من المتقدمين والمتأخرين علم أنهم لا يتحاشون عن الرواية عن الضعفاء والمجاهيل فيما لا يتعلق بالحرام والحلال وما يشبهه، فإذا رأيت من الأستاذ إشارة إلى مثل ذلك فلا تقنع إلا بالفحص ولا تجعله موجبا للاعتماد إلا بعد الرجوع إلى الرواية والوقوف عليها).
انتهى.
وهو الحق وكل هذا لا يفيد إلا قوة في الرواية، أما إدخالها في الصحيح ففي غاية الاشكال، وإن كان الراوي صفوان ومحمد بن أبي عمير (و) البزنطي، فإن الذي قوى الظن به أنهم لا يرسلون إلا عن ثقة لا أنهم لا يروون إلا عن ثقة.
ومنها: اعتماد القميين عليه وروايتهم عنه وعلله السيد في العدة والوحيد في الفوائد (1) بأن ذلك لما عرفوا به من شدة الانكار.
قال السيد:
(بل اعتماد ابن الغضائري عليه، وروايته عنه لذلك) (2).
وفيه تأمل، وأقصى ذلك كله إفادة القوة، كما ذكرنا سابقا. فتأمل.
ومنها: كونه من الوكلاء لآل البيت عليهم السلام قال السيد رحمه الله.
(وما كانوا ليعتمدوا إلا على ثقة، سالم العقيدة. وأنى يعتمدون على الفاسد، ويميلون إليه، وهم مما ينهون عنه وينأون، ومن ثمة إذا ظهر الفساد من أحدهم عزلوه.
وقد عدل بهذه الطريقة غير واحد من الأصحاب، كالعلامة، وصاحب المنهج، والشيخ البهائي، وغيرهم.