المؤمنين ببكاء أحد، ولكن قال:
(ان الله يزيد الكافر عذابا ببكاء أهله عليه) وقالت: حسبكم القرآن ﴿ولا تزر وازرة وزر أخرى﴾ (1).
زاد مسلم (إنكم لتحدثوني غير كاذبين ولا مكذبين ولكن السمع يخطئ) (2).
2 - الوضع:
لعل أبرز العوامل التي نشطت عملية تشعب علوم الحديث وتنوعها هو الوضع، لان وضع الأحاديث ودسها فرض عليهم ضرورة التثبت الدقيق والعلمي قبل الاخذ بالرواية للعمل بها، وذلك لأن الشك الذي ترشح عن الوضع سرى إلى السند والمتن معا، مما عمق الاشكال فيها أكثر، فبرزت أنواع جديدة لعلوم دراية الحديث، اختص بعضها بالسند، كمعرفة المرسل والمسند أو علم الجرح والتعديل، واختص الاخر بالمتن، كمعرفة الشاذ والمنكر والغريب.
أما أهم الأسباب التي دعت الآخرين إلى وضع الحديث فهي:
1 - الخلاف الذي دب بين صفوف الأمة، وادى إلى انشطارها فكريا، وسياسيا.
حيث اخذ كل فريق يسعى إلى كسب الأمة وارضائها لتعميق وجوده فيها، وذلك بإضفاء الشرعية على مواقفه وسلوكه، مستعينا بالنص النبوي على تحقيق ذلك.
كما أنه كان يسعى من جهة أخرى إلى اضعاف منافسه السياسي ومحاولة تسقيطه، حتى وان لجأ إلى وضع الأحاديث ودسها.
وقد شاع هذا اللون من الأحاديث الموضوعة لأغراض سياسية في كتب الحديث، ومن أمثلة ذلك:
أ - (أبو بكر يلي أمتي بعدي) (3).