في ظهور هذا - أيضا - بين أهل العلم، بل سائر الناس.
وأنى يخفى ذلك أو يشك فيه وليس هو رواية آحاد بل متواتر في أعلى درجات التواتر. كيف لا، ورجال الصادق عليه السلام المعروفون الذين دونت أسماؤهم في الكتب فضلا عمن لم يعرف، أو عرف ولم يدون أربعة آلاف رجل، بل الذين ذكر الشيخ المفيد (1) رحمه الله في الارشاد (2)، أن هؤلاء على اختلاف رأيهم كانوا من الثقات. وصنف من أجوبة مسائله أربعمائة مصنف لأربعمائة مصنف. دع رجال الباقر عليه السلام، فإنهم لا يقصرون عن ذلك. ورجال باقي الأئمة عليهم السلام أيضا معروفون، مشهورون، أولو مصنفات معلومة وكتب مشهورة، إذا استقرأتها وجدتها ألوفا لا تكاد تنضبط.
وبالجملة: فنسبة هذه الفرقة إليهم، وأخذهم عنهم، واختصاصهم بهم، من الضروريات، وإذا ثبت أن الشيعة إنما أخذوا بهذا المذهب منهم وصدروا به عنهم بالتواتر الظاهر في جميع الطبقات، ثبت أنه الحق الذي لا مرية فيه، وأنه دين الله تعالى، وشريعة رسوله - صلى الله عليه وآله - لاتفاق الناس على عدالتهم، وطهارتهم، وورعهم، وأنهم لا يأخذون بالقياس، ولا يرجعون في علومهم إلى الناس، ولا يعرفون إلا كتاب الله عز وجل وسنة جدهم رسول الله صلى الله عليه وآله.
(بيان منزلة أهل البيت عليهم السلام) أو لما تضافر فيهم من طرق القوم في الصحيحين وغيرهما من الصحاح وغيرها كخبر الثقلين:
(إني تارك فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا، كتاب الله، وعترتي أهل بيتي، وإنهما لن