رياض السالكين في شرح صحيفة سيد الساجدين (ع) - السدي علي خان المدني الشيرازي - ج ٥ - الصفحة ١١٨
اللهم صل على محمد وآله، وأجرني منها بفضل رحمتك، وأقلني عثراتي بحسن إقالتك، ولا تخذلني، يا خير المجيرين، إنك تقي الكريهة، وتعطي الحسنة، وتفعل ما تريد، وأنت على كل شيء قدير.
____________________
وقيل: المراد بالإبعاد عنها، أنهم لا يدخلون النار، ولا يقربونها البتة، لأن من جعل بعيدا عن شيء ابتداء، يحسن أن يقال: إنه أبعد عنه.
وهؤلاء لم يفسروا الورود في قوله تعالى: وإن منكم إلا واردها بالدخول، واحتجوا بقول ابن عباس: قد يرد الشيء الشيء ولم يدخله، كقوله تعالى: ولما ورد ماء مدين (1)، ومعلوم أن موسى عليه السلام لم يدخل الماء، ولكنه قرب منه، فالمراد بالورود جثوهم حولها.
وعن ابن مسعود (2) والحسن (3) وقتادة (4) هو الجواز على الصراط، لأن الصراط ممدود عليها.
وقيل: هو مس الحمى في الدنيا، لقوله عليه السلام: الحمى من قيح جهنم.
وفي رواية: الحمى حظ كل مؤمن من النار (5). والله أعلم.
قوله عليه السلام «وأخر عنها» أخرته ضد قدمته، فتأخر، هذا هو الأصل، لكنه إذا عدي ب‍ «عن»، فالمراد التنحية والإبعاد، يقال: أخر عني جهلك، أي نحه وأبعده. وقد يستعمل بمعنى التخليف، تقول: ما أخرك عن صلاة الجماعة، أي ما خلفك وأقعدك حتى لم تحضرها.
وهذه الفقرة تأكيد للتي قبلها. والله أعلم.
أجرني: أي أعذني وآمني منها، يقال: أجاره مما يخاف، أي أعاذه وآمنه.
والفضل: الزيادة، أي بمزيد رحمتك.

(١) سورة القصص: الآية ٢٣.
(٢) و (٣) و (٤) و (٥) تفسير القرآن ورغائب الفرقان: ج 2 ص 517.
(١١٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 113 114 115 116 117 118 119 120 121 123 124 ... » »»
الفهرست