المهذب البارع - ابن فهد الحلي - ج ٣ - الصفحة ٢٦١

____________________
احتج الأولون بوجوه:
(أ) عموم قوله تعالى ﴿وأمهات نسائكم وربائبكم اللاتي في حجوركم من نسائكم دخلتم بهن﴾ (1) والإضافة تصدق بأدنى ملابسة، كما تقول لأحد حاملي الخشبة: خذ طرفك، وكقول الشاعر:
إذا كوكب الخرقاء لاح بسحرة * * سهيل، أذاعت غزلها في القرائب (2) فنسب الكوكب إليها لشدة اهتمامها عند ظهوره.
(ب) صحيحة محمد بن مسلم عن أحدهما عليهما السلام أنه سئل عن رجل يفجر بالمرأة أيتزوج ابنتها؟ قال: لا، ولكن إن كانت عنده امرأة ثم فجر بأمها أو أختها لم يحرم عليه الذي عنده (3).
ومثلها صحيحة عيص بن القاسم (4) ومنصور بن حازم (5) وفي معنى ذلك من الصحاح روايات أخر.

(١) النساء ٢٣.
(٢) لم يسم قائله، كلمة إذا للشرط، والخرقاء بالخاء المعجمة والراء المهملة والقاف كحمراء، اسم امرأة في عقلها نقصان، وهي مؤنث أخرق بمعنى الأحمق، وإنما سميت بها؟ لأنها كانت لا تتهيأ أسباب الشتاء في الصيف، فلما طلع سهيل وأصاب البرد فرقت قطنها بين نساء أقاربها وجاراتها ليساعدنها في الغزل، لتتهيأ لباس شتائها، قوله: (لاح) بالحاء المهملة بمعنى طلع، و (سحرة) كغرفة وقت السحر، و (سهيل) كزبير كوكب معروف، وهو عطف بيان أو بدل من كوكب الخرقاء، و (أذاعت) بالذال المعجمة والعين المهملة ماض من الإذاعة بمعنى الانتشار، و (الغزل) بالعين والزاء المعجمتين كفلس، القطن والصوف، و (الأقارب) جمع أقرب وهو أفعل من القرب ضد البعد، وروي مكانه (القرائب) وهو جمع قريبته، وهي التي بينك وبينها قرابة أي رحم (جامع الشواهد باب الألف بعده الذال).
(٣) التهذيب: ج ٧ (٢٨) باب القول في الرجل يفجر بالمرأة ثم يبدو له في نكاحها ص ٣٢٩ الحديث ١٠.
(٤) التهذيب: ج ٧ (٢٨) باب القول في الرجل يفجر بالمرأة ثم يبدو له في نكاحها ص ٣٣٠ الحديث ١٥ ١٤.
(٥) التهذيب: ج ٧ (28) باب القول في الرجل يفجر بالمرأة ثم يبدو له في نكاحها ص 330 الحديث 15 14.
(٢٦١)
مفاتيح البحث: اللبس (1)، المرأة (3)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 256 257 258 259 260 261 262 263 264 265 266 ... » »»
الفهرست