لا يزيد على ذلك أن لا يتزوج ابنتها) وهذا أشد انقطاعا * وبالخبر الثابت من طريق أم حبيبة أم المؤمنين رضي الله عنها أنها قالت لرسول الله صلى الله عليه وسلم: (بلغني انك تخطب درة بنت أبي سلمة فقال لها عليه الصلاة والسلام: والله لو لم تكن ربيبتي ما حلت لي انها لابنة أخي من الرضاعة) قالوا فلم يذكر كونها في حجره فقلنا: ولا ذكر دخوله بها أيضا إنما في هذا الخبر كونها ربيبة له فقط وبعقد النكاح تكون ربيبته ولا يختلفون في أن ذلك لا يحرمها عليه ان يتزوجها فكيف وهذا خبر هكذا رواه سفيان بن عيينة وغيره عن هشام بن عروة، ورواه من ليس دون هشام فزاد بيانا كما رويناه من طريق أبى داود السجستاني نا عبد الله بن محمد النفيلي نا زهير بن معاوية عن هشام بن عروة عن عروة عن زينب بنت أبي سلمة ان أم حبيبة قالت: (يا رسول الله في حديث طويل لقد أخبرت انك تخطب بنت أبي سلمة قال: بنت أبي سلمة قلت: نعم قال: اما والله لو لم تكن ربيبتي في حجري ما حلت لي انها ابنة أخي من الرضاعة) وهكذا رواه أبو أسامة: ويحيى بن زكريا ابن أبي زائدة. والليث بن سعد كلهم عن هشام بن عروة فاثبتوا فيه ذكره عليه الصلاة والسلام كونها في حجره، وهكذا رويناه أيضا من طريق البخاري نا أبو اليمان الحكم بن نافع أخبرنا شعيب هو ابن أبي حمزة عن الزهري أخبرني عن عروة بن الزبير ان زينب بنت أم سلمة أخبرته أن أم حبيبة بنت أبي سفيان أخبرتها عن رسول الله صلى الله عليه وسلم بهذا الخبر، وفيه (لو أنها لم تكن ربيبتي في حجري) ولا شك ولا خلاف في أنه خبر واحد في موطن واحد عن قصة واحدة أسقط بعض الرواة لفظة أثبتها غيره ممن هو مثله وفوقه في الحفظ فلا يحل الاحتجاج بالأنقص على خلاف ما في القرآن، وموهوا بحماقات مثل ان قالوا: أراد الله عز وجل بقوله: (في حجوركم) على الأغلب * قال أبو محمد: هذا كذب على الله تعالى واخبار عنه عز وجل بالباطل، ومثل قولهم هذا كقوله تعالى: (انا أحللنا لك أزواجك اللاتي آتيت أجورهن) وليس ذلك بمحرم عليه اللاتي لم يؤتهن أجورهن فقلنا: لو لم يأت نص آخر باحلال الموهوبة والتي لم يفرض لها فريضة لما حلت الا اللاتي يؤتيهن أجورهن وأنتم لا نص في أيديكم يحرم التي لم تكن في حجره من الربائب، ومثل قولهم كل تحريم له سببان فان أحدهما إذا انفرد كان له تأثير * قال على: وهذا كذب مجرد بل لا تأثير له دون اجتماعه في السبب المنصوص عليه معه، وادعوا أن إبراهيم بن عبيد الذي روى عن علي إباحة ذلك مجهول * قال على: بل كذبوا هو مشهور ثقة روى مسلم وغيره عنه في الصحيح فوضع
(٥٣١)