أبطل جهاده مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ان لم يتب وزيد لم يفته مع رسول الله صلى الله عليه وسلم الا غزوتان فقط بدر وأحد فقط وشهد معه عليه السلام سائر غزواته، وأنفق قبل الفتح وقاتل وشهد بيعة الرضوان تحت الشجرة بالحديبية ونزل فيه القرآن وشهد الله تعالى له بالصدق وبالجنة على لسان رسوله عليه السلام انه لا يدخل النار أحد بايع تحت الشجرة، ونص القرآن بأن الله تعالى قد رضي عنه وعن أصحابه الذين بايعوا تحت الشجرة فوالله ما يبطل هذا كله ذنب من الذنوب غير الردة (1) عن الاسلام فقط وقد أعاذه الله تعالى منها برضاه عنه وأعاذ أم المؤمنين من أن تقول هذا الباطل * والرابع أنه يوضح كذب هذا الخبر أيضا أنه لو صح أن زيدا أتى أعظم الذنوب من الربا المصرح وهو لا يدرى انه حرام لكان مأجورا في ذلك أجرا واحدا غير آثم ولكان له من ذلك ما لابن عباس رضي الله عنه في إباحة الدرهم بالدرهمين جهارا يدا بيد وما لطلحة رضي الله عنه إذ أخذ دنانير مالك بن أوس ثم أخره بالدراهم في صرفها إلى مجئ خازنه من الغابة بحضرة عمر رضي الله عنه فما زاد عمر على منعه من تعليمه ولا زاد أبو سعيد على لقاء ابن عباس وتعليمه، وما أبطل عمر. ولا أبو سعيد بذلك تكبيرة واحدة من عمل طلحة. وابن عباس وكلا الوجهين بالنص الثابت ربا صراح، ولا شئ في الربا (2) فوقه فكيف يظن بأم المؤمنين ابطال جهاد زيد بن أرقم في شئ عمله مجتهدا لا نص في العالم يوجد بخلافه لا صحيح ولا من طريق واهية هذا والله الكذب المحض المقطوع به فليتب إلى الله تعالى من ينسبه إلى أم المؤمنين ومن يحرم به في دين الله تعالى ما لم يحرمه الله تعالى ولا رسوله صلى الله عليه وسلم * فهذه براهين أربعة في بطلان هذا الخبر وانه خرافة مكذوبة ثم نقول: إنه لو صح صحة الشمس لما كان لهم فيه حجة لوجوه أولها أنه قول من أم المؤمنين وما قولها بأولى من قول زيد وإن كانت أفضل منه إذا تنازعا لان الله تعالى يقول:
(فان تنازعتم في شئ فردوه إلى الله والرسول ان كنتم تؤمنون بالله واليوم الآخر) ولم يأمرنا (3) بالرد إلى أحد دون القرآن والسنة، والثاني ان نقول لهم كم قولة رددتموها لام المؤمنين بالدعاوي الفاسدة كبيعها المدبرة واباحتها الاشتراط في الحج فأطرحتم حكمها وتعلقتم بمخالفة عمر لها في المدبرة، وصح عن عمر من قدم ثقله من منى قبل إن ينفر فلا حج له والاشتراط في الحج فأطرحتم قول عمر ولم تقولوا: مثل هذا لا يقال بالرأي فلم يبق الا انه توقيف وخالفتموه لقول ابنه: لا أعرف الاشتراط في الحج فمرة يكون قول أم المؤمنين حجة ومرة لا يشتغل به ومرة تكون عائشة حجة على زيد بن أرقم. وعمر حجة على عائشة.
وابن عمر حجة على عمر وغير ابن عمر حجة على ابن عمر، وهذا هو التلاعب بالدين وبالحقائق،