والعجب أنهم أصحاب تشنيع باتباع الجمهور وهم ههنا قد خالفوا الجمهور من الصحابة والتابعين وهم أصحاب قياس بزعمهم وهم قد أجمعوا على أن يعطى الجد مع البنين الذكور.
والبنات ما يعطى الأب معهم وأجمعوا على توريث الجد مع البنين الذكور، وعلى أن الاخوة لا يرثون معه هناك شيئا، وأجمعوا على أن لا يورثوا الاخوة للام مع الجد شيئا كما لا يرثون مع الأب وليس هذا اجماعا في الأصل فقد جاء عن ابن عباس توريثهم مع الأب ومع الجد، وأجمعوا على أن لا يورثوا بنى الأخ مع الجد كما لا يورثونهم مع الأب وليس هذا اجماعا في الأصل فقد جاء عن علي توريثهم مع الجد وأجمعوا على أن لا يورثوا الأعمام مع الجد كما لا يرثون مع الأب، وأجمعوا على ابن الابن انه يرث ميراث الابن إذا لم يكن ابن، ولا يرث أخوة الجد منه شيئا معهم ثم لم يقيسوا على هذه الوجوه كلها توريث الجد من ابن ابنه دون اخوته ولا قاسوه على الأب إذا لم يكن أب وأجمعوا على أنه أب في تحريم ما نكح وفى تحريم القرائب فلا القياس أحسوا ولا التقليد اتبعوا ولا النظر التزموا ولا بالنص أخذوا * قال أبو محمد: والذي نعتمد عليه في هذا هو قول الله تعالى: (ولأبويه لكل واحد منهما السدس مما ترك إن كان له ولد فإن لم يكن له ولد وورثه أبواه فلأمه الثلث فإن كان له اخوة فلأمه السدس) وقوله تعالى: (يا بني آدم لا يفتننكم الشيطان كما أخرج أبويكم من الجنة) فصح ان الجد أب وان ابن الابن ابن فله ميراث الأب لأنه أب ولابن الابن ميراث الابن لأنه ابن وكفى، وان العجب ليعظم ممن خفى عليه هذا، وحسبنا الله نعم الوكيل.
قال على: وقد أتى بعضهم بآبدة وهي ان قال: ليس ما روى من أن أبا بكر جعل الجد أبا بيان ان ذلك في الميراث قال: ولو كان ذلك ما خالفه عمر على تعظيمه أبا بكر، وذكروا ما روينا من طريق شعبة نا عاصم الأحول عن الشعبي ان أبا بكر قال في الكلالة: اقضي فيها فان يكن صوابا فمن الله وان يكن خطأ فمنى ومن الشيطان والله منه برئ هو ما دون الولد والوالد فقال عمر: انى لأستحي من الله ان أخالف أبا بكر * قال أبو محمد: هذا كله من المجاهرة القبيحة أول ذلك ان هذه رواية منقطعة أين الشعبي من عمر والله ما ولد الا بعد موت عمر بأزيد من عشرة أعوام ثم إنها رواية باطلة بلا شك لان مخالفة عمر لأبي بكر أشهر من الشمس وليس تعظيمه إياه بموجب ان لا يخالفه، وأول ذلك الخبر الذي أوردنا بأصح اسناد من طريق عثمان بن عفان رضي الله عنه أنه قال له عمر: انى قد رأيت في الجد رأيا فقال له عثمان: ان نتبع رأيك فإنه رأى رشد