في اللغة اسم غنى لاستغنائه عن الناس فما زاد فهو وفر ودثر ويسار. وفضل إلى الاكثار وما نقص فليس غنى لكنه حاجة (1) وعسرة وضيقة إلى أن ينزل إلى المسكنة والفاقة والفقر والادقاع. والضرورة، نعوذ بالله من ذلك ومن فتنة الغنى والمال * فان ذكر المخالف قول الله تعالى: (الذين ينفقون أموالهم في سبيل الله) وقوله تعالى: (ويؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة ومن يوق شح نفسه فأولئك هم المفلحون) وقوله تعالى: (والذين لا يجدون الا جهدهم) وما روينا من طريق ابن أبي شيبة عن أبي أسامة عن زائدة عن الأعمش عن أبي وائل عن ابن مسعود كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يأمر بالصدقة فينطلق أحدنا فيحامل فيجئ بالمد * ومن طريق أحمد بن شعيب نا قتيبة بن سعيد نا الليث - هو ابن سعد - عن ابن عجلان عن سعيد المقبري عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (سبق درهم مائة ألف كان لرجل درهمان فتصدق أجودهما وانطلق رجل إلى عرض ماله فأخذ منها مائة ألف فتصدق بها * ومن طريق أحمد بن شعيب أنا عبد الوهاب بن الحكم الرقى عن حجاج قال ابن جريج: أخبرني عثمان بن أبي سلمان عن علي - هو ابن عبد الله البارقي - عن عبيد ابن عمير عن عبد الله بن حبشي الصنعاني الخثعمي (أن رسول الله صلى الله عليه وسلم سئل أي الصدقة أفضل؟ قال: جهد المقل) * ومن طريق شعبة أخبرني ابن أبي بردة هو سعيد قال:
سمعت أبي يحدث عن أبي موسى عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (على كل مسلم صدقة قال: أرأيت أن لم يجدها؟ قال: يعتمل بيده فينفع نفسه ويتصدق) وذكر الحديث * ومن طريق مسلم عن أبي كريب نا وكيع عن فضيل بن غزوان عن أبي حازم عن أبي هريرة (أن رجلا من الأنصار بات به ضيف فلم يكن عنده الا قوته وقوت صبيانه فقال لامرأته نومي الصبية واطفئ السراج وقربي للضيف ما عندك فنزلت هذه الآية: ويؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة) * ومن طريق ابن وهب عن يونس بن يزيد عن ابن شهاب بلغنا أن رجلا تصدق على أبويه صدقة وهو ماله كله ثم ورثهما فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: (هو كله لك حلال) * ومن طريق ابن الجهم نا محمد بن يونس الكديمي نا العلاء بن عمرو الحنفي نا أبو إسحق الفرازي عن سفيان الثوري عن آدم بن علي عن ابن عمر قال: (كنت عند النبي صلى الله عليه وسلم وعنده أبو بكر وعليه عباءة قد خلها في صدره بخلال إذ هبط عليه جبريل عليه السلام فقال:
يا رسول الله مالي أرى أبا بكر وعليه عباءة قد خلها بخلال؟ قال: يا جبريل انفق على ماله قبل الفتح فقال: يا محمد ان الله تعالى يقول لك: اقرأ على أبى بكر الصديق السلام وقل له: أراض أنت عنى يا أبا بكر في فقرك هذا أم ساخط؟ فقال له النبي صلى الله عليه وسلم ذلك فبكى أبو بكر وقال: