حالها بحسب فعل الطاعات والمعاصي المؤدية لصور الحسنة والقبيحة عند تجسم الأعمال فيتنعم بإحداهما ويتعذب بالأخرى وتانك الجهتان المصححتان لكون النفس فاعلة لشيء ومنفعلة عنه هما موجودتان في النفس ما لم يصر بعد عقلا صرفا يكون فعالا دراكا بجهة واحدة كما أشير إليه سابقا من أن عنه وفيه في العقل بالفعل شيء واحد.
فقد ثبت أن جميع ما يلحق النفس في الآخرة وهو ما ينشأ منها وتلك النفوس أي النفوس السعداء المتوسطين في العلم والعمل والناقصين في العلم دون العمل والأشقياء الناقصين فيهما وإن تجردت عن المواد والأجرام الدنياوية الطبيعية لكنها متعلقة بعد بالأشباح الأخروية التي في باب الإلذاذ والإيلام أشد وأبقى من هذه الأجرام كما في قوله تعالى: و لعذاب الآخرة أشد و أبقى بل هذه النار من جملة آثار تلك النار أو عينها بوجه لكنها نزلت وتكدرت وضعفت قوتها وتأثيرها كما روي أن هذه النار الدنياوية من نار جهنم غسلت بسبعين ماء ثم نزلت.
وقس النور على النار حتى تعلم أن نعيم الآخرة بالنسبة إلى نعيم الدنياوية في أي مرتبة من العظمة.
تأييد تنبيهي ومما يؤيد ما ذكرناه من بطلان تعلق النفوس بعد الموت بجرم فلكي أو ما تحته ليكون الحاصلة في قواها المنطبعة من الصور المثالية هي بعينها جنة السعداء وعذاب الأشقياء.
وينور ما قررناه من أنهار صور موجودة في عالم آخر لازمة للنفس في صقع آخر مرتبطة بأفعال وأعمال صادرة عنها في الدنيا هو ما صرح به قدوة المكاشفين من العرفاء قدس سره بقوله: