واحدة فما سبق ذكره. والمرشد إلى اختصاص كل قوة بالة تلازمها في الخلل والفساد والهادي إلى تعدد القوى بقاء بعض دون بعض لا كثرة الآثار والأفاعيل من الحيوان كما علمت.
ذكر وتنبيه وقد يقال في تعيين مواضع الحواس الباطنة بطريق الحكمة والعناية: إن الحس المشترك ينبغي أن يكون في مقدم الدماغ ليكون قريبا من الحواس الظاهرة فيكون التأدي إليها سهلا والخيال خلفه لكونه خزانته وخزانة الشيء ينبغي أن تكون كذلك. ثم ينبغي أن يكون الوهم بقرب الخيال ليكون الصور الجزئية بحذاء معانيها والحافظة بعده لأنها خزانته والمتخيلة قريبة من الصور والمعاني فيمكنها الأخذ منهما بسهولة.
لكن الأطباء لما كان نظرهم مقصورا على حفظ صحة القوى وإصلاح اختلالها ولم يحتاجوا إلى الفرق بين القوى وتبين أنواعها بل إلى معرفة أفعالها ومواضعها وكانت الآفات العارضة قد تتجانس اقتصروا على قوة في البطن المقدم من الدماغ سموها الحس المشترك والخيال وأخرى في البطن الأوسط سموها المتفكرة والوهم.
وأخرى في البطن المؤخر سموها الحافظة والمتذكرة.
وهم وإزاحة قد ظن بعض الناظرين في كتب الشيخ الرئيس أنه تردد واضطرب في أمر القوى حيث قال في الشفاء: يشبه أن يكون القوة الوهمية هي بعينها المفكرة والمتخيلة والمتذكرة وهي بعينها الحاكمة فتكون بذاتها حاكمة وبحركتها وأفعالها متخيلة ومتذكرة.
فتكون