المواد لكانت جواهر بل عقولا مفارقة وهو مستحيل لأن تلك الأمور أعراض قائمة بالمواد لاتصافها بها والعرض لا يكون جوهرا.
وأجاب عنه الشيخ في المباحثات بأن هذه المعاني ليست من المعقولات المختصة بالوجوب بل بالإمكان والوجود المادي ينقسم وكذا الوحدة المادية ينقسم والوجود المطلق والوحدة المطلقة مما يمكن له الانقسام كما يمكن المعنى النوعي مثلا في الجنس.
فالوجود المادي يجب أن ينقسم بانقسام المادة وكذا الوحدة المادية التي هي نفس اتصال الجسم ومتصليته يجب أن ينقسم بانقسامه على الوجه الذي يقتضيه القسمة المقدارية من بطلان الوجود والوحدة الاتصاليين بطريان الانفصال الرافع للاتصال إن كان فكيا خارجيا.
وإن كان الانقسام وهميا كانت الكثرة والانفصال بالقوة لا بالفعل فموضوع الوحدة بالفعل في الماديات كثيرة بالقوة وموضوع الكثرة بالفعل واحد بالقوة كما حقق في المباحثات المتعلقة بمسألة الهيولى فالاتصال يبطل بالانفصال بالفعل ويبقى متصلا بفرض الاثنينية المشتركة في الحد الواحد فيكون واحدا فيه اثنينية وقسمة وضعية. والصور المعقولة من حيث هي معقولة ليست كذلك لا بالذات ولا بالعرض لما علمت أنها لا تنقسم قسمة وضعية مقدارية بأقسام متشابهة فلا يحل الأجسام.
وأما هذه فليست معقولات الذوات بل قد يكون معقولة وقد يكون مادية محسوسة قابلة للقسمة الوضعية وقد يمنع ضربا من القسمة الوحدة الجسمانية وكذا نظائرها من الوجود والإضافة وسائر الأمور الشاملة التي قد يتجرد وقد يتجسم.
بحث وتحقيق قد أورد الشيخ شهاب الدين السهروردي في المطارحات بحثا عن الجواب المذكور