الثلاث الأخيرة فهي على اختلاف مراتبها نفس لبدن المولود.
وتبين أن الجامع للأجزاء الغذائية الواقعة في الجنين هو نفس الأبوين وهو غير حافظها.
والجامع للأجزاء المضافة إليها إلى أن يتم البدن إلى آخر العمر والحافظ للمزاج هو نفس المولود.
وقول الشيخ إنهما واحد بهذا الاعتبار وقوله إن الجامع غير الحافظ بالاعتبار الأول.
نقد وإكمال إن كلام هذا الحكيم قدس سره في غاية التنقيح والتحرير إلا أنه يجب عليه أن يبين أن الأفاعيل المتعددة المترتبة المتدرجة في الشرف والكمال من الحفظ والتنمية والتحريك الإرادي والنطق أهي كلها صادرة من مبدأ واحد له قوى متعددة متجددة الحدوث حسب تجدد استعدادات المادة أو من مبادئ متعددة متفاضلة في الشرف والكمال حيث يصدر من كل متأخر ما يصدر عما تقدمه مع أمر آخر يختص به فإن كان الأول فيلزم عليه حدوث النفس الناطقة مع حدوث النطفة وكونها معطلة عما سوى الأفعال الجمادية مدة ما.
وهذا يخالف آراءهم وقواعدهم مما اشتهر أن الناطقة تحدث بعد أن يستوفي المادة درجة النبات والحيوان.
وأن الناطقة يلزمها الأفاعيل المختصة بها فضلا عن الحيوانية والنباتية.
وإن كان الثاني فيلزم عليه ما يلزم على الشارح المقدم للإشارات من تفويض أحد الفاعلين الطبيعيين تدبير مادته أو بدنه إلى فاعل آخر.
وإن زعم أن الصورة السابقة تفسد ويتكون الصورة اللاحقة بواسطة تكامل استعدادات المادة.
فيخدشه أن المادة بحسب استعدادها الحاصل من صورة طبيعية لصورة نفسانية مدبرة إياها مكملة كيف توجب فساد تلك الصورة فإن التكميل ينافي الإفساد فقوة واحدة لمادة واحدة لا يفعل فعلين متنافيين فيها.
وأما ما ذكر من أن الحرارة الغريزية توجب الحياة والموت جميعا فوجه ذلك أن فعل تلك الحرارة ليس بالذات إفادة الحياة فإن مفيد الحياة هي النفس بإذن الله تعالى