الجميلة والأصوات الحسنة المنظومة على الوجه الجزئي في مقام هورقليا أو في غيرها من العوالم الباطنية أو تحاكي ما شهدتها النفس في عوالم الجواهر العقلية ولا سيما في عالم العقل المفيض لهذا النوع البشري بإذن ربه فيرى في اليقظة ويسمع ما كان يراه ويسمعه في النوم بالسبب الذي ذكرناه فيكون الصورة المحاكية للجوهر الشريف بأحد الوجهين صورة عجيبة في عالم الحس فهو الملك الذي يراه النبي والولي ويكون المعارف التي تصل إلى النفس من اتصال الجواهر الشريفة بتمثل الكلام المنظوم الواقع في غاية الفصاحة فيكون مسموعا. وهذا أيضا ممكن غير مستحيل.
الخاصية الثالثة في قوة النفس من جهة جزئها العملي وقواها التحريكية لتؤثر في هيولى العالم بإزالة صورة ونزعها عن المادة وبإيجادها وكسوتها إياها فيؤثر في استحالة الهواء إلى النعيم وحدوث الأمطار وحصول الطوفانات واستهلاك أمة فجرت وعتت عن أمر ربها ورسله واستشفاء المرضى واستسقاء العطشى وخضوع الحيوانات.
وهذا أيضا ممكن لما ثبت في الإلهيات كون الهيولى مطيعة للنفوس متأثرة بها وأن هذه الصور الكونية يتعاقب عليها من تأثيرات النفوس الفلكية والنفوس الإنسانية من جوهر تلك النفوس شديدة الشبه بها لأن نسبتها إليه نسبة الأولاد إلى الآباء فكذلك نفس الإنسان يؤثر في هيولى هذا العالم لكن الغالب أنه بفيض أثره في عالمه الخاص أعني بدنه.
ولذلك إذا حصل للنفس صورة مكروهة استحال مزاج البدن وحدثت رطوبة العرق. وإذا حدثت في النفس صورة الغلبة حمي مزاج البدن واحمر الوجه وإذا وقعت صورة مشتهاة في النفس حدثت في أوعية المني حرارة مسخنة منفخة للريح حتى تمتلي به عروق آلة الوقاع فيستعد له.
وهذه الحرارة والرطوبة يحدث في البدن من هذه التصورات ليست من حرارة وبرودة ورطوبة أخرى بل عن مجرد التصورات. وعلمت أنه ليس من شرط كل مسخن أن يكون حارا وكذا نحوه. فإذا صارت