الأشقياء بتلك الأجرام الشريفة ذوات النفوس النورانية.
وقال: والقوة يحوجهم إلى التخيل الجرمي فليس ممتنع أن يكون تحت فلك القمر وفوق كرة النار جرم كروي غير منخرق هو نوع بنفسه ويكون برزخا بين العالم الأثيري والعنصري موضوعا لتخيلاتهم فيتخيلون به من أعمالهم السيئة مثلا من نيران وحيات تلسع وعقارب تلذع وزقوم تشرب وغير ذلك.
وقال: وبهذا يندفع ما بقي من شبهة أهل التناسخ ولست أشك لما اشتغلت به من الرياضات أن الجهال والفجرة لو تجردوا عن قوة جرمية مذكورة لأحوالهم مستتبعة لملكاتهم مخصصة لتصوراتهم نجوا إلى الروح الأكبر. انتهى.
وأنت قد دريت أن كون جسم من الأجسام موضوعا لتخيل النفس لا يستقيم إلا بأن يكون معها علاقة علية ومعلولية بالذات أو بتوسط ما له معها تلك العلاقة بالذات. وبالجملة لا بد من أن يكون في تصرف النفس بوجه من الوجوه وأقل ذلك كما يكون في المرائي والأشياء الصيقلية التي لها علاقة وضعية بالنسبة إلى المادة البدنية التي هي موضوعة لأفاعيل النفس ومحل لقواها ومطرح لأشعتها وأضوائها المنبعثة عن ذاتها النيرة الواقعة عليه وليس الجرم الفلكي أو ما يجري مجراه مما يؤثر فيه شيء إلا نفسه الفائضة عليه من مبدأ العقلي (مبدأه خ ل من المبدأ العقلي).
وقد أشرنا سابقا إلى أن الأجرام العلوية ليست مطيعة لغير مباديها الذاتية ولا قابلة للتأثرات من الغريبة من القواسر.
وليست أيضا لتلك النفوس أبدان عندهم حتى يكون لأبدانها بالقياس إلى تلك الأجرام الشريفة علاقة وضعية لتصير كالمرآت لتلك النفوس تشاهد ما فيها من الصور وعلى تقدير كون الجرم الفلكي كالمرآت لتخيلاتها يكون الصور المرتسمة في مرائيها هي تخيلات