بالحركة.
ويكون مثاله مثال من يمشي بسراج في ظلمة لا يظهر له السراج مثلا إلا مقدار خطوة بين يديه فيتصور خطوة واحدة بضوء السراء فينبعث له من التصور والإرادة الكلية للحركة إرادة جزئية لتلك الخطوة بعينها فيحصل الخطوة بعينها وهي موجبة للإرادة التي توجب التصور وهكذا على الدوام ولا يمكن حركة جزئية إلا كذلك.
وكذلك حال الحركة الطبيعية الصادرة عن الطبيعة لا بصرافة وحدتها وثباتها ولكن بشرط تجدد الحالات اللاحقة بها وأقلها تجدد مراتب القرب والبعد إلى الغاية المطلوبة.
فإن كل مرتبة من مراتب القرب إلى الغاية توجب انضمامها إلى الطبيعة صدور حركة جزئية منها موجبة للوصول إلى مرتبة أخرى أقرب إلى الغاية وهي توجب حركة أخرى موجبة لقرب آخر وهكذا على الاتصال.
فعلى هذا القياس يمكن أن يتحقق حركة السماء. وكل مبدأ يتغير بتغير الإرادات سمي نفسا لا عقلا.
فصل في أن حركة السماء لا بد فيها من محرك مفارق على سبيل الإمداد والتشويق حركة السماء كما أنها ليست شهوية ولا غضبية لتعاليها عن الأغراض الحيوانية بل نفسانية كذلك ليست صدورها عن النفس اهتماما بحال العالم السفلي وتدبير الأجسام العنصرية لحقارتها بالنسبة إليه.
والعالي لا يلتفت إلى السافل وإن وصل فيضه إليه.
بل غرضها أمر أجل منه وأشرف.
أما أنها حقيرة فلأنها كائنة فاسدة مستحيلة.
وجملة الأرض بما فيها جزء يسير من جرم الشمس التي لا نسبة لجرمها إلى فلكها فكيف إلى الفلك الأقصى فكيف يكون الغرض من مثل هذا الجسم هذه الأمور الخسيسة وكيف لا يكون خسيسة بالنسبة إليها وأشرف السفليات المواليد وأشرفها