العارضة والعاهات الواردة عليها وخصوصا الموت ليس من باب العقوبة كلها كما ظنته التناسخية بل حثا لنفوسها على حفظ أبدانها وكلاية أجسادها وصيانة هياكلها من الآفات العارضة لها.
إذ الأجساد لا شعور لها في ذاتها ولا قدرة على جر منفعة إليها ولا دفع مضرة منها فلو لم يكن ذلك لتهاونت النفوس بالأجسام وخذلتها وأسلمتها إلى المهالك قبل فناء أعمارها وانقضاء آجالها ولهلكت دفعة واحدة في أسرع مدة قبل تحصيل نشأة أخرى للنفس وتعمير الباطن. وذلك ينافي المصلحة الكلية والحكمة الكمالية.