ووجود الواجب بذاته موجودية حقيقة الوجود بل هذه الإطلاقات منهم من باب التوسع والمسامحة في التعاليم.
أقول: ونحن أيضا كنا في سالف الزمان على هذا الرأي حتى كشف الله تعالى عن بصيرتنا وهدانا بنوره ورأينا: أن موجودية كل شيء بالوجود أي باتحاده بنحو منه وموجودية الوجود نفس ذاته من غير محذور.
وحاصل ما ذكر من البرهان على عينية الوجود في الواجب وزيادته في الممكن هو:
أن حيثية انتزاع الوجود في شيء ما أن يكون نفس ذاته بذاته وأما أن لا يكون نفس ذاته بذاته وكل ما لم يكن في مرتبة ذاته بهذه الحيثية فيكتسب هذه الحيثية في مرتبة بعد مرتبة الذات ويتغير عما كان عليه في نفسه فلا بد له من مقتض لهذه الحيثية ومصحح لها ولا يمكن أن يكون ذلك نفس ذاته بذاته ومرتبة ماهيته من حيث هي هي لأن الاقتضاء والتصحيح إنما يقع في مرتبة بعد مرتبة التحيث بتلك الحيثية ولو كان كذلك لزم أن يدور الشيء على نفسه فلا بد هناك من أمر آخر يعطي لهذا الشيء تلك الحيثية وكل ما كان كذلك كان ممكنا.
ولما علمت انتهاء كل ممكن الوجود إلى الواجب بذاته فلا بد أن يكون ذات الواجب بذاته نفس حيثية انتزاع الوجود.
وبما قررنا ظهر لك اندفاع ما أورده صاحب المطارحات في هذا المقام حيث قال:
هذا إنما يتمشى إذا ثبت أن الوجود الزائد على الماهيات له صورة في الأعيان ليبتنى عليه الكلام من أنه إذا كان زائدا ليس بواجب..
إشراق عقلي احتج الشيخ الإلهي في كتاب التلويحات على أصل المطلب ب: أن الذي فصل الذهن وجوده عن ماهيته إن امتنع وجودها بعينه