البحثية والأفكار النظرية إلا بتأييدات اعتصامي وتسديد إلهامي وإراءة الحقائق كما هي من الجانب الإلهي وأعجب العجائب أن هذا القائل الذي نقلنا كلامه في تكفير من يسمى بحجة الإسلام ذكر كلاما في رسالة سماها مجلي الدقائق بهذه العبارة:
يمكن أن يتعلق النفس المفارقة ببدنه مرة أخرى بل امتناع عدم تناهي المقادير المستلزم لعود الأوضاع ومقابلتها ربما يوجب ذلك وبذلك يتحقق المعاد الجسماني الموعود في الكلام الإلهي بلا تأويل. انتهت عبارته.
أقول: انظروا معاشر المتعلمين كيف زلت قدم هذا النحرير في هذا الركن العظيم من الإسلام حيث جعل مذهب يوذاسف التناسخي الذي طعن فيه أكثر العلماء مناط إثبات الحشر والبعث للنفوس والأرواح وهل هذا إلا إنكار حقيقة المعاد واليوم الآخر والنشأة الثانية مطلقا وإبطال ما ذهب إليه الحكماء وأرباب الشرائع رأسا.
فإن من ذهب إلى أن نسبة حركات السمويات ومقاديرها نسبة عددية موجبة لعود الأوضاع السفلية إلى ما كانت قبل صرح بأن ارتسام الصور الجسمانية في القوى الفلكية يستحيل لا تناهيها فيستحيل لا تناهي مقتضياتها من الصور الخارجية العنصرية فوجب تكرارها بدون تكرار الأشخاص التي تلك الصور صورها بعد مضي ثلاثمائة ألف وستين ألفا مما يعده المنجمون الذين هم شياطين الإنس أي لا يتكرر النفوس المجردة كما ذهب إليه يوذاسف التناسخي رئيس الشياطين المنكر للبعث الذي استخرج أحوال جميع السنة المذكورة وحكم بطوفان نوح في منتصف السنة.
فإن ذلك التكرار باطل لاستلزامه العجز عن إفاضة النفس المجردة المدبرة جديدا كما هو المشهور من دليل القوم ولما أقمنا من البرهان اللمي على بطلان التناسخ وإثبات النشأة الآخرة.
كشف حال لإيضاح مقال إن الروح إذا فارق البدن العنصري مع بقاء تعلق ما ضعيف بالبدن لا بأجزاء