منطبعة في جسم فلا يدخل في مكان أو وضع حتى يجاورها أو يحاذيها جسم فيؤثر فيها لما تقدم أن تأثير الجسم والجسماني في الأشياء بمشاركة الأوضاع المكانية فإن القرب الوضعي في الجسمانيات بإزاء القرب المعنوي في العقلانيات في قبول الأثر والانفعال واستجلاب الفيض والأفعال.
والواجب وإن كان هو الفياض على الإطلاق في كل موجود والجواد المحض على كل قابل للوجود لكن في كل نوع من أنواع الكائنات بوسط يناسبه من الملائكة المقربين وأرباب الأنواع الطبيعية المعتنين بأمر الله تعالى بكلاءة أشخاصها وهم المسمون عند أفلاطون والأفلاطنيين بالمثل الإلهية ولا شك أن أولها بأن يعتنى تكميل النفوس الآدمية هو الذي يسميها الشرع جبرئيل وروح القدس وفي ملة الفرس يسمى روانبخش.
وفي كثير من الآيات القرآنية تصريحات بأن هذه المعارف في الناس والأنبياء يحصل بواسطة الملائكة بل استكمال جميع الخلق في أنحاء كمالاتهم والوصول إلى مآربهم وحاجاتهم إنما يكون بتأييد الملك وإمداده فصل في نبذ من أحوال هذا الملك الروحاني المسمى عند العرفاء بالعنقاء على سبيل الرمز العنقاء محقق الوجود عند العرفاء لا يشكون في وجوده كما لا يشكون في وجود البيضائي وهو طائر قدسي مكانه جبل قاف صفيره يوقظ الراقدين في مرقد الظلمات وصوته تنبيه الغافلين عند تذكير الآيات نداؤه ينتهي إلى أسماع الهابطين إلى مهوى الجهالات المترددين كالحيارى في قرية الظالم أهلها والهاوية