وبحسب ما كسبه أو اكتسبه يلزم في الطبيعة الجزاء الكامل للقوى كما قرره الحكماء من إثبات الغايات الطبيعية لجميع المبادي والقوى سواء كانت عالية أو سافلة عقلية أو حسية ف لكل وجهة هو موليها.
ومن أيقن بهذا أيقن بلزوم عود الكل ولم يشتبه عليه عدم كفاية البعض وهذا مقتضى الحكمة والوفاء بالوعد والوعيد ولزوم الجزاء على ما يراه المحققون من الحكماء من لزوم المكافاة في الطبيعة والمجازاة وامتناع وجود معطل في الطبيعة إياما عديدة وثبوت مبطل مدة مديدة.
وتقرير آيات قرآنية كثيرة وأحاديث نبوية غير يسيرة بل متكاثرة متوافرة في هذا الباب بحيث لا مجال فيها للتأويل ولا مندوحة للصرف عن الظاهر والتحويل.
كلمة فرقانية وحجة كلامية إن في الكلام الإلهي آيات بينات مبينات لإمكان الوقوع بمقتضى الحكمة في النشأتين منها قوله تعالى بأن أشار إلى إثبات إمكانه بكونه تعالى قادرا على أمور يعرف بها ومنها هذا وأوضح هذه الطريقة بأمور:
الأول ما وقع في الواقعة جوابا عن شبهة أصحاب الشمال من المجادلين فإنهم قالوا:
ءإذا متنا و كنا ترابا و عظاما ءإنا لمبعوثون أو آباؤنا الأولون قال الله تعالى:
إن الأولين و الآخرين لمجموعون إلى ميقات يوم معلوم.
وأشير إلى إمكان هذا بأربعة وجوه أولها قوله: أفرأيتم ما تمنون ءأنتم تخلقونه أم نحن الخالقون نحن قدرنا بينكم الموت و ما نحن بمسبوقين على أن نبدل أمثالكم و ننشئكم في ما لا تعلمون.
وجه الاستدلال بهذا على ما في تفسير الكبير أن المني إنما يحصل من فضلة الهضم الرابع وهو كالطل المنبث في أطراف